تعيش الأحياء الجامعية بالمغرب مشاكل تتفاوت حدتها حسب المدن والمناطق لكنها في مجملها تقف حجر عثرة أمام التحصيل العلمي فلطلبة في هذه الاحياء تطلعات ومشاكل وهموم ''التجديد'' قضت ليلة بالحي الجامعي السويسي الاول بمدينة الرباط تواصلت مع طلبة المؤسسات الجامعية القاطنة بهذه المؤسسة عايشت جزء من مشاكلهم وعاينت عدد منها في مطعم الحي وعلى مستوى البنيات التحتية حاولنا أن ننقل ما شهدنا وبالخصوص في لحظات يرتفع فيها نقاش الطلبة حول مشاكلهم في ليلة من ليالي دجنبر الباردة . مومس بين الطلبة أن نجد مومسا بيننا داخل الحي الجامعي ذكور فهذا ما لم أكن أتوقعه'' بهذه الكلمات استقبلنا يوسف في مدخل الجامعي وبسبب هذه الواقعة، يضيف الطالب في السنة الثانية اقتصاد،''نعيش هذه الأيام حالة من الفوضى داخل الحي، فقد سمعنا صراخ فتاة وسط الجناح الخاص بالطلبة الذكور، الأمر الذي لم أصدقه في البداية قبل أن ألتحق بالطلبة الذين تجمهروا حول الفتاة، لنكتشف من بعد أنها مومس أحضرها أحدهم لغرفته داخل الحي الجامعي، وبعدها تم الاعتدء عليها وعوض أن يدفعوا لها ثمن ''خدمتها'' يضيف يوسف، أخدوا ما عندها، لتطلب لقاء مدير الحي من أجل انصافها من الطلبة. واستغرب يوسف من جرأة هذه الفتاة التي بدأت تصرخ ''لو كان الناس ما قبلين هذ الشي كاع مايخليني العساس ندخل'' هذه السلوكات الشاذة يعلق سعيد، زميل يوسف في الدراسة لما علم أننا في الحي من أجل انجاز ملف صحفي، لم تعرفها الأحياء الجامعية لكنه للأسف يؤكد الطالب القادم من مدينة سطات، أصبح هناك نوع من التسيب وحالة من الفوضى لا نعرف إلى ماذا يمكن أن تسير الأوضاع إذا استمررنا في هذه الوضعية. النقطة التي أفاضت الكأس حالة هذه الفتاة هي فقط النقطة التي أفاضت الكأس فالحي الجامعي يؤكد علي أحد قاطني الحي فبمجرد ما طرحنا عليه سؤال حول رأيه في الحالة التي شهدها الحي الأسبوع الماضي ليلا حتى بادرنا بالقول هذه لا تمثل سوى النقطة التي أفاضت الكأس فالحي يعيش مشاكل كثيرة لكنها تجلت للعيان مع حالة هذه المومس واسترسل الطالب في الدراسات الانجليزية بالقول، ''إن الحي يعرف حالة من الفلتان الأمني ليس فقط في دخول الغرباء وخروجهم، بل حتى أننا نتعرض لعدد من المضايقات من قبل أناس غريبين عن الحرم الجامعي، يشكلون في بعض الأحيان مليشيات في الليل، ويرهبون الطلبة والدليل على ذلك ما شهده الشهر الماضي من اقتحامات لغرف الطلبة من قبل أشخاص مجهولين طالبوا قاطني الحي ببطائق التعريف الوطنية للتأكد من هويتهم دون وجه حق ما يطرح عدد من التساؤلات عن دور الإدارة في حماية قاطني الحي يضيف علي. وجبات رديئة أن تلج مطعم الحي الجامعي بالسويسي 1 يلزمك الانتظار لمدة قد تزيد عن 20 دقيقة في صف طويل ببساطة يقول مراد وهوالطالب في سنته الأولى علم اجتماع لأن إدارة الحي لا تريد أن تفتح القاعتين المغلقتين المخصصتين للأكل، ولو كان الأمر يتعلق بالانتظار لهان الأمر حسب خالد، الذي تحدث لنا وهو يحاول أن يمسح ما علق من أوساخ في الصحن الذي سيأخذ فيه وجبة العشاء ، لكن يضيف ''راه المشكل ماشي فالانتظار راه فهاد الماكلة لي ما ياكلها حتى المش'' '' أو هاد البلاطو لموسخ'' والمشكلة أننا في كثير من الأحيان نتناول وجبات رديئة لا من حيث الكم ولا الكيف، وفي بعض الأحيان يقدمون وجبات غير متجانسة وأحيانا أخرى يفاجؤك الأعوان في المطبخ بأن الكمية التي في المخزن قد انتهت وليتهم يقولونها بأدب بل يلجئون أحيانا لسب الطلبة بكلمات نابية . غرف لشخصين يسكنها أكثر من أربعة قضينا أزيد من 6 ساعات في الحي الجامعي السويسي 1 في ضيافة صديق، زرنا فيها أكثر من غرفة للطلبة القاطنين في العمارات ''أ'' و''ب'' و''س'' و''د'' وبالفعل وقفنا على أحد أهم الاختلالات التي تحدث لنا عنها جميع القاطنين، الذين سألناهم عن وضعية السكن، حيث اتضح لنا بالفعل أن الغرف التي من المفترض أن يسكنها طالبين تحتوي على ثلاثة وأحيانا أخرى أربعة طلبة. في غرفة إبراهيم وعبد المجيد يقولان وهما ينظران إلى أحمد وهو الطالب الذي ألحقته بهم إدارة الحي بعدما تعذر على الادارة حسب ما قال إيجاد مكان له في غرفة فارغة، قالا صبرنا على هذه الوضعية لوعنا التام بأن الضحية لن يكون سوى صديقنا أحمد الذي ستواجهه الادارة بأن الأماكن كلها محجوزة لذلك تحملنا هذا الوضع. زرنا غرفة أخرى في العمارة ''د'' بعد مغادرتنا لإحدى غرف العمارة ''ب'' لنجد فيها 4 طلبة اثنان في وضعيتهما الطبيعية فوق الأسرة الحديدية وإثنان يفترشان بعض البطانيات فوق حصير وسط الغرفة. سألناهم عن وضعية عيشهم في غرفة لشخصين وهم الآن أربعة أجمعوا على أن المشكلة ليست في الاكتظاظ، بل في أمور كثيرة يقول سعد مثل مشكل الصيانة والمراحيض والحمامات إذ يتوجب عليك معرفة المسؤول عن الصيانة إن أردت تغيير صباغة الغرفة أو إصلاح أبسط الأمور فيها. ''السيبة'' والاكتظاظ ''للأسف حتى وإن كنا في 2010 مازلنا نشاهد أمور تعود للعصور الوسطى'' هكذا أجابنا سليم ونحن أمام باب العمارة ''د'' لما سألناه عن رأيه فيما يعيشه الحي من الاكتظاظ ليضيف أن سبب هذه الفوضى هي إدارة الحي التي تبدأ بتوزيع السكن على الطلبة قبل بداية الموسم الدراسي وهناك من الطلبة من استفادة من غرفة في الحي الجامعي منذ الصيف ويسترسل الطالب بكلية الطب والصيدلة في الكلام بالقول معظم أصدقائي والذين قاموا بوضع طلباتهم للاستفادة من السكن الجامعي لم يتم إدخالهم ضمن لائحة الطلبة المستفيدين رغم أنهم جاؤوا من مناطق بعيدة على العكس من ذلك فقد استفاد من غرف للحي طلبة من عمالتي الرباط وتمارة. حاولنا نقل الصورة لجناح الطالبات استفسرناهن عن الوضعية في هذا الجناح لم تكن الصورة التي خرجنا بها من جناح الذكور أقل قتامة من وضع الإناث حيث إن مشاكل الحي حسب سمية وهي القادمة من مدينة سيدي قاسم تتشابه رغم أن مشاكلنا نحن قد تزيد لما نتعرض له من مضايقات واستفزازات من قبل إدارة الحي وأعوانهم تتذكر هذه الطالبة أنها في شهر يوليوز الماضي ولأننا مطالبات باجتياز تدريبات عملية كما تقول اضطررنا للبحث عن مكان آخر للسكن حيث تعرضنا لعمليات كثيرة من النصب فمن قبل تضيف هذه الطالبة كان بإمكاننا البقاء في الحي لكن لا نعرف ما الذي وقع بالضبط. عندما يحل الظلام! صورة أخرى من الصور التي لا يحتاج الزائر للحي الجامعي السويسي الأول والثاني الكثير من الوقت ليحسم فيها وهي ذلك الكم الهائل من الشبان المصطفين أمام الجناح الخاص بالإناث اقتربنا من المدخل واستفسرنا إحدى الطالبات والتي كان هاتفها يرن ويقطع لأكثر من خمس مرات في اللحظات القليلة التي استفسرناها فيها عن هذه الظاهرة لتجيبنا ''الطالبات يردن أن يعشن حياتهن فما المشكلة.. غادرتنا وهي تشير بيدها لأحد الطلبة الذي رفع يده لها إذانا بأنه رآها. غريبة تصرفات هؤلاء الطالبات تقول أمال والتي كانت مسرعة لأن وقت العشاء لم يبق منه إلا القليل، لأن أبائهن أرسلوهن للدراسة وللأسف بعضهن يستغل ثقة أسرهن فيه ليمرغوا كرماتهن في الأرض بتصرفات تتنافى مع طالبات علم. نفس الأمر عبرت عنه سكينة بالقول ''الأمر أخطر مما تتوقع فطالبات الحي الجامعي أصبحت سمعتهن سيئة في أوساط عدة'' وتضيف الطالبة في سلك الماستر والقادمة من أكادير وقد يتفق مع هذه ''النظرة'' كل من زار محيط الحي فبمجرد ما يحل الظلام حتى تصبح مدينة العرفان واجهة مفضلة للعديد من السيارات الفارهة، وللأسف تضيف طالبة القانون أن هذا الأمر يقع أمام أعين السلطات والتي لم تتحرك يوما لإيقاف هذا النزيف الذي يجعل سمعتنا كطالبات ملطخة بسبب تصرفات بعضهن.