سخر منها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب إطلالتها البسيطة على البساط الأحمر خلال الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش؛ لكن ظهورها في وقت لاحق من فعاليات التظاهرة الفنية ذاتها بلوك جديد يليق بمستوى جعلها تخطف الأضواء من باقي النجوم العالميين الذين حضروا منذ أيام إلى المدينة الحمراء من أجل المناسبة عينها. وتمكنت نجاة بنسالم، بطلة الفيلم الوثائقي "رجاء بنت لملاح"، من خطف الأضواء وأضحت مثالا يقتدى به للفنانة المكافحة، بعد أن تعرف المغاربة على قصتها وكيف تشتغل صباحا في سوق الخضر وتبيع السجائر لإيجاد لقمة العيش، وهي الفنانة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تنتزع جوائز عالمية كأحسن ممثلة. لكن ماذا تغير في حياة "بنت لملاح" بعد حياة النجومية؟ تقول نجاة: "عشت، طيلة أيام المهرجان، كل الأحاسيس المتناقضة؛ إحساس ب"الحكرة"، وحياة النجومية، وعروسا أنا وزوجي"، مضيفة: "إثر المرارة التي تجرعتها نتيجة تخلي الغالبية عني بعد فيلمي الأول، أتت السخرية التي تعرضت لها خلال الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش لتزيد من ألمي، وتجعلني أعيش أزمة نفسية حادة"، وتابعت: "لكن المبادرة التي قام بها بعض الصحافيين ومصممي الأزياء أعادت إليّ القليل من الاعتبار والثقة في النفس". واسترسلت الممثلة المغربية: "بمجرد أن أطفأ المهرجان أضواءه، عدت إلى حياتي الطبيعية، إذ أستيقظ في الخامسة صباحا وأذهب إلى سوق الجملة للخضر، وفي الزوال أبيع السجائر.. لا شيء تغير". وجوابا عن سؤال إن كانت قد تلقت أثناء حضورها في المهرجان عروضا من لدن مخرجين للتمثيل في أعمال جديدة، قالت بنسالم: "بعد كل هذه الضجة الإعلامية، لم يكترث منتج أو مخرج لأمري.. ولا يمكنني أن أعرض نفسي على أحد"، وزادت: "المهرجان أسدل ستاره وأغلقت معه باب أحلامي". ما تعيشه اليوم نجاة تعتبره "تكرارا لسيناريو عاشته سنة 2003"، بعد فوزها بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان مراكش الدولي للفيلم ومهرجان البندقية السينمائي، الذي توجت فيه آنذاك كأول عربية بهذا اللقب عندما اقتنع المخرج الفرنسي جاد دويلون بموهبتها ومنحها الدور الرئيسي في فيلم "رجاء"؛ فقد كانت نجاة تمني النفس حينها أن يفتح لها تتويجها أبواب السينما على مصراعيها، إلا أنها لم تستطع إيجاد أي دور بالرغم من كل محاولاتها المتكررة. ومن أجل كسب لقمة العيش والحصول على الكافي لتسديد متطلبات الحياة، كشفت نجاة أنها اشتغلت خادمة في البيوت ونادلة في مقهى ثم بائعة للسجائر، إلى أن التقت بالمخرج المغربي عبد الإله الجواهري الذي قرر إخراج فيلم وثائقي يحكي قصتها تحت عنوان "رجاء بنت الملاح" الذي جرى تصويره بين سنتي 2006 و2014. وأبرزت نجاة بنسالم: "كنت أعامل بشكل مهين من لدن الأمن الخاص للمهرجان، إذ لم يكن مسموحا لي بالمرور فوق البساط الأحمر"، مشيرةً إلى أنّ الفضل في تمكينها من تحقيق تلك الغاية يعود إلى المخرج المغربي عبد الإله الجوهري، "الشخص الوحيد الذي لولاه لما وجدت نجاة بنسالم في كثير من الأوقات مكانا يأويها أو شيئا تقتات عليه"، حسب قولها.