بالرغم من أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان الحالي، كان حافلا برسائل صارمة موجهة إلى الإدارة المغربية، التي تعاني التضخم وقلة الكفاءة وغياب روح المسؤولية لدى العديد من الموظفين؛ فإن مطلب إصلاح الإدارة كان ولا يزال هاجسا لدى المواطن المغربي، وذلك ما أكد عليه الملك حين قوله في الخطاب: "لا تهمّني الحصيلة والأرقام في المنجزات أكثر مما يهمني التأثير المباشر على المواطن". واعتبارا لأهمية ورش الإصلاح الإداري في المغرب وراهنيّته، يخصص مركز هسبريس للدراسات والإعلام، ضمن برنامجه السنوي، ندوة لتعميق النقاش تهم "واقع الإدارة المغربية وتحدي الإصلاح"؛ وهو الموعد الذي سيحتضنه المقر المركزي لجريدة هسبريس الإلكترونية في الرباط، مساء اليوم الجمعة على الساعة الخامسة والنصف. ويشارك في هذه الندوة كل من جميلة العماري، مديرة الموارد البشرية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر؛ ومحمد نسيم، ممثلا عن وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة؛ بجانب الأستاذين الجامعيين عبد الحفيظ أدمينو ورشيد اكديرة. وسيناقش الضيوف المشاركون في الندوة إشكالية الإدارة في المغرب، من جوانب "تثمين الموارد البشرية وأثره على تطوير الإدارة المغربية" و"التدبير التنظيمي للإدارة المغربية.. اللاتركيز الإداري وتحديد مهام الإدارة"، وأيضا "تبسيط المساطر والإجراءات الإدارية، واستعمال التكنولوجيا الحديثة"، ثم "دعم أخلاقيات المرفق العام وتنمية حس المواطنة داخل الإدارة". ويثير الخطاب الملكي الأخير الغاضب من الإدارة المغربية عديدا من الإشكالات المرتبطة بتشخيص أزمة المرفق الإداري "هل هي أزمة أدوات تقنية ومادية أم أزمة ثقافية عميقة ؟"، خاصة أن ورش الإصلاح الإداري يعدّ من الأوراش التي ظلت مفتوحة لعقود طويلة، بسبب بطء تنزيله من لدن الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام، وبفعل المقاومات التي تتعرض لها مشاريع الإصلاح الإداري من قبل بعض الأطراف التي تخشى عن مصالحها وامتيازاتها من تطوير الإدارة المغربية وإصلاح أعطابها المتعددة. الندوة ستطرق إلى "أخلاقيات المرفق العام"، لتطرح إشكالات حول ماهية العمل الإداري "هل يبقى روتينيا أم ثقافة متعددة النشأة بما في ذلك الجانب التربوي والاجتماعي؟"، وما حدود علاقة السياسي بالإداري، ومدى "تشبع السياسي بالفكر الإداري؟"، وإشكالية الاستمرارية في مشاريع إصلاح الإدارة، بجانب ربط المحاسبة بالمسؤولية، "وغياب إرادة العقاب عند وجود الأخطاء وهل يقتصر فقط على الموظف البسيط؟". وتضع ندوة مركز هسبريس للدراسات والإعلام للنقاش مع ضيوفها كل ما يهمّ "تثمين الموارد البشرية وأثر ذلك على تطوير الإدارة المغربية"، عبر طرح إشكالات من قبيل "هل يتوافق التكوينان الأساسي والمستمر للموظف مع حاجيات الإدارة أم يتميز بالتفاوت حسب الأنظمة الخاصة والعامة وحسب رغبات الجهات السياسية المشرفة على مختلف القطاعات؟"، و"علاقة خرائط الموارد البشرية المدبرة للإدارة وإشكالات جودة التعليم"، فيما يحاول الضيوف الإجابة عن سؤال مركزي يهم صلة "الأسس التي بنيت عليها الإدارة المغربية غداة الاستقلال وتبنيها للنموذج الاستعماري الفرنسي بتقويض عملها وضعف خدماتها، بعد زوال النخب الأولى". جدير بالذكر أن متابعة النقاش متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و القناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية ب"يوتيوب"، ابتداء من الخامسة والنصف من عشية هذا اليوم.