اسمحوا لي أنا الطاعم الكاسي أن أتقعر في الكلام وأتبلغ بالسباب والشتم وأكيل المكاييل الثقيلة لهؤلاء الخرقى: حاملو السلاح في سوريا!! ربما لا يكون حمل السلاح جريمة في حد ذاته.. لكن يبقى العقل الحامل للسلاح مجرما ولو لم يشأ إن كان جاهلا ناقص عقل ودين. ألم تكن الثورة السورية عروس الثورات؟ بلى كانت، وكنا نحفظ أهازيجها كما نحفظ أغاني الرسوم المتحركة بالحماس نفسه والشغف نفسه وتقمص أدوار الأبطال من الشهداء نفسه..أطفال درعا وحمزة الخطيب والشادي النادي إبراهيم قاشوش...! ألم يكن الشعب السوري الثائر موحدا منظما مبدعا، والجمعة تتلوها الجمعة والشهيد يتلوه الشهيد والعبرة تسبقها العبرة، والثورة تحذوها ثورة في مصر وتونس وليبيا، والآمال تزهو أن نيرون الذي أحرق روما تقتله عيناها إذ تقاتل، وهل من سلاح أمضى من روح عينيها إذ تقاتل؟؟ حرية..حرية وهادي الثورة السورية ويللا ارحل يا بشار .. ! دعوني أهذي فلست أغمغم إلا بما كان من بطولات السلمية الماضية، والوعي الثوري العالي لما هتفوا "حرية"؛ فما الذي حدث حتى صارت طائفية؟؟ كيف ومتى اشتعلت أرض الشام بكير العصاب الطائفي والرهاب الأيديولوجي؟؟ وليس ينبئك مثل خبير.. نعم..لقد وئدت الثورة السورية في مهدها مع أول سلاح طائفي وأول قنبلة مؤدلجة وأول لواء يلفلف الشر من أطرافه، ومذ قال هؤلاء دولة....ية وأولئك ولاية ....ية والمخابيل الآخرون "نحن أو لا أحد"، وضحك الشيطان "أنا المعبود لا الأحد" (سبحان ربي). لم تعد الثورة السورية رمزا للتحرر ولا نبراسا للشعوب التواقة للسلام والتعايش، بعيدا عن جور المستبدين وكيد الطواغيت..عندما اختطفت وصارت مزقا في أيدي الحمقى الذين ما حملوا السلاح إلا ليستبدوا هم إما باسم الدين أو الإديولوجيا أو الأنانية المستعلية كيفما كان رداؤها. خفت الهتاف وذهبت الأهازيج المتفننة لما ذهب الإنسان في الثورة وبقي العمى والضلال والعبث المراهق يجول ويصول بين الحواري المهدومة والصالونات المهزومة، وكل يدعي حربا لليلى وليلى أغمضت عيناها، بهما وحدهما كانت لتقاتل؛ لكنها خبأتهما لما رأت لعنة الفصائل. تلك الفصائل المتناحرة، وأقل شيء أنها متناثرة لا تعرف شيئا في السياسة ولا الرماية ولا الرواية ولا الدراية.. لا شيء سوى المسميات الفارغة والتحزبات المخزية، جعلت الثورة أنكاثا لما تذرعت بدم الشهداء واستلت السلاح وحرفت أهداف الثورة كما بينا، ولم تعلم أن تلك الدماء الزكية إنما تدفقت بسخاء على أرض الشام لتكون بساطا للحرية. أيها الشعب السوري انبذ الفصائل وقاوم نعم ..إخوتي أرجوكم تحرروا منهم جميعا، إلا من كانت أهدافهم أهداف الثورة وكفى.. إلا من تعلموا قبل صياح المعارك أن يهتفوا وينشدوا.. حرية..حرية..حرية. لعله فات الأوان أن ننادي بسلمية الثورة..لكن لم يفت الأوان ليقود الشعب الثورة، ويفرض أجندته على العالم. صدقوني إنكم تحتاجون فقط إلى تكونوا ما أنتم عليه.. طلاب حرية. كان مما علمتمونا أن تتحد أصواتكم كما تتحد حركات أجسامكم، فاتحدوا، وكان مما علمتمونا أنكم تهتدون برموز الثورة، خاصة الشهداء، فعودوا إلى الرمزية واحتفلوا بالرموز الجدد ولتكن رموزا حية..لكن لا تنسوا أهم شيء بعد أن تتطهروا من رؤوس الضلال، خاصة هؤلاء شذاذ الآفاق..لا تنسوا أن تلتفوا حول قيادة تعلمت في الحراك قبل أن تجري مقادير الحراب. ومما تقدرون عليه، لا شك! أن تحاصروا العاصمة من داخلها وكل منطقة موالية للنظام ومن خارجها كذلك، وأهل مكة أدرى بشعابها، وإن لم تهاجموا فلن تدفعوا. ثوروا عليهم جميعا، فالثورة سلاح الضعفاء ليكونوا قادرين.