ما بين التبرؤ منهم ومطاردتهم، يأتي العقاب من جنس العمل لأشخاص منتمين للعشائر العراقية خرجوا عن عباءة كبارهم ليندفعوا إلى أحضان تنظيم "داعش" الإرهابي، ليجدوا أنفسهم في النهاية طرداء من قبيلتهم وأجهزة الأمن. عشيرة "البودلمة" التابعة لقبيلة البوذياب (إحدى عشائر محافظة الأنبار غربي العراق) لم تكتف بالتبرؤ من أبنائها الذين انضموا ل"داعش"، منذ اجتياح مناطق واسعة بسوريا والعراق العام 2014، لكنها ذهبت أبعد في العقاب. "البودلمة" وضعت قائمة تضم 630 شخصاً أبناء العمومة انضموا لتنظيم "داعش" منذ ذلك العام، وفق ما تحدث به عواد الدليمي، شيخ العشيرة. الدليمي قال إن عشيرته التي تقطن جزيرة الرمادي "وضعت قائمة تضم 630 شخصاً من أبناء عشيرتي البوذياب والبوشعبان (أبناء عمومته)، انتموا لداعش في الأنبار مطلع عام 2014، عندما دخلت تلك العصابات إلى مدن المحافظة". وأضاف الدليمي أن البودلمة لديها "قوة كاملة (لم يكشف قوامها) لتقوم بمطاردة أولئك الإرهابيين من أبناء عمومتنا لإلقاء القبض عليهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وتسليمهم للقضاء والقصاص منهم". وتابع: "الإرهابيون من أبناء عمومتي تورطوا بقتل المدنيين وعناصر أمنية، وتفجير بيتي ومنازل مدنيين، إلى جانب تفجير الجسور وسرقة الممتلكات العامة والعائدة للأجهزة الأمنية والمواطنين". يذكر أن تنظيم "داعش" سيطر على معظم مدن الأنبار، مطلع العام 2014، قبل أن تحرر قوات الأمن عدداً منها أبرزها الرمادي مركز المحافظة، فيما قام العديد من أبناء المحافظة المغرر بهم بالانخراط في صفوف تلك العصابات. وتورط أغلب المطاردين بالمشاركة مع العناصر الأجنبية من التنظيم الأرهابي في عمليات قتل لقوات الأمن والمدنيين، وتدمير للبنى التحتية بالمحافظة العراقية. * وكالة أنباء الأناضول