اغتنم الحزب الاشتراكي الموحد فرصة انعقاد مجلسه الوطني، ضمن دورة اختار لها اسم "الشهيد محسن فكري"، ليوجه مدفعيته الثقيلة نحو النظام السياسي الراهن بالمغرب، وأيضا صوب حكومة عبد الإله بنكيران، منتقدا ما وصفه ب"الأزمة المركبة والتراجع وانسداد الآفاق في البلاد". وأورد حزب "الشمعة"، الذي تقوده نبيلة منيب، ضمن بيان أعقب اجتماع مجلسه الوطني توصلت به هسبريس، بأن "الحكومة التي ترأسها حزب العدالة والتنمية عملت على التطبيع مع الفساد والاستبداد، واعتماد سياسات لا شعبية"، مبرزا أن "النظام السياسي يعمل جاهدا على إعادة إنتاج نفس آليات السلطوية والتحكم". وكحل لما سماه انسداد الآفاق والانحباس ومراوحة المكان، دعا الحزب الاشتراكي الموحد إلى "ضرورة القيام بإصلاحات مؤسساتية ودستورية وسياسية عميقة، يكثفها نظام الملكية البرلمانية الكفيل بفتح الآفاق الضرورية لإصلاحات حقيقية في كل الميادين والمجالات". وعاد المصدر إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة، قائلا إنها مست بالإرادة الشعبية بما عرفته من خروقات واختلالات، عبر "اعتماد اللوائح الانتخابية الفاسدة التي أقصت ما يفوق 40% من الكتلة الناخبة، واعتماد تقطيع انتخابي على المقاس، وتدخل رجال السلطة وأعوانها لفائدة الأحزاب الإدارية".. وأشاد حزب منيب بمشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي، حيث "أضحى بديلا حقيقيا للمشروعين المحافظين المخزني والإسلاموي اللذين أثبتا فشلهما التاريخي"، مسجلا في الآن نفسه اعتزازه بتجاوب العديد من المثقفين والفنانين مع مشروع الفيدرالية، وترحيبه بالمنخرطين الجدد في أحزابها الثلاثة. ولم يفت الهيئة السياسة اليسارية ذاتها الإشارة إلى "ضرورة الحرص على استكمال المهام المرسومة للفيدرالية، والعمل بمعية مكوناتها على إطلاق دينامية توفير وإعداد الشروط السياسية والتنظيمية للانتقال إلى مرحلة الاندماج قبل انتخابات 2021 بسنة على الأقل، باعتبارها حاجة مجتمعية وسياسية". وأبدى حزب "الشمعة" استنكاره ورفضه لما قال إنه "يحاك للإجهاز على مجانية التعليم، وضربها والمس بالحق الإنساني والدستوري لكافة بنات وأبناء الشعب المغربي في تعميم التعليم المجاني والجيد"، مؤكدا أن "التعليم استثمار إستراتيجي ومسؤولية أساسية من مسؤوليات الدولة". وشدد البيان على أن مجانية التعليم خط أحمر في البلاد، داعيا كل الفاعلين المعنيين، من أحزاب سياسية ديمقراطية ونقابات عمالية مناضلة وجمعيات الآباء والأمهات وجمعيات حقوقية وكافة مكونات المجتمع، إلى الوقوف بقوة وحزم في وجه هذا المخطط وبناء جبهة مجتمعية واسعة من أجل إسقاطه. وأثار المجلس الوطني ل"الشمعة" أيضا موضوع "تفاقم الوضع الاجتماعي، وتردي الخدمات الاجتماعية، واستمرار تفشي مظاهر الفساد والريع بمختلف أشكاله ومجالاته، مما يؤدي إلى تعميق الفوارق الطبقية و"الحكرة" والتهميش والإقصاء"، معبرا عن قلقه لخطورة ما يعرفه مجال حقوق الإنسان من تراجعات وخروقات".