قدّم منتدى "ميدايز" جائزته الكبرى إلى الشعب الهايتي، ممثّلا في شخص لوغون لاموط، الوزير الأوّل الأسبق (2012 – 2014)، سلّمها له إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة. وعبّر لاموط عن احترامه للملك محمد السادس، خصوصا التزامه الشخصي إزاء شعب هايتي بعد زلزال 2006، وكذا خلال الآثار التي خلّفها الإعصار الذي ضرب البلاد في شهر أكتوبر مسبّبا في تشريد أزيد من مليون شخص. وشدد المتحدّث على أن الجائزة تعدّ "رمزا للاحترام والتفاهم مع الشعب الهايتي الفخور بتاريخه، خصوصا مسألة قضائه على العبودية"، مستعرضا عددا من أسماء المناضلين الهايتيين الذين أسهموا في أول ثورة اجتماعية التي جعلت هايتي أول جمهورية سوداء في العالم ككل. ولفت لاموط الانتباه إلى أن شهر أكتوبر من 2013 سيبقى تاريخا موشوما في الذاكرة الهايتية، حيث قال: "في ذلك التاريخ، طلبت أن نسحب اعتراف هايتي بالبوليساريو. وهذا الأمر قمنا به من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، ومن أجل أن يكون موقفنا عادلا تجاه المغرب الذي عبّر على امتداد تاريخه أن الصحراء جزءٌ لا يتجزأ من ترابه الوطني". يذكر أن النسخة التاسعة من منتدى "ميدايز" تستضيف حوالي ثلاثة آلاف مشارك و120 متدخّلا؛ بينهم رؤساء دولٍ وحكومات سابقة، ووزراء، وأصحاب قرار، ومسيّرو شركات، وخبراء، وجامعيّون وأفراد مجتمع مدنيّ. وتأتي هذه النسخة، حسب بلاغ للمنظمين، في ظلّ اهتزازات سياسية يشهدها العالم (نتائج الانتخابات الأمريكية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، تعليق المحادثات بين هذا الأخير وتركيا...)، إضافة إلى اضطرابات ونزاعات بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا. ويستضيف المنتدى لمناقشة هذه المواضيع ذات الحساسية العالية كل من دينكوندا طراوري، رئيس مالي الأسبق؛ وجورج بابانديرو، رئيس وزراء اليونان الأسبق؛ إضافة إلى كلّ من لوغون لامونت، وزير هايتي الأوّل سابقا؛ وجيمس وولسي، المدير السابق للمخابرات الأمريكية (CIA)، وعدد من الشخصيات العربية والإفريقية والدولية الأخرى. وعلى المستوى الاقتصادي، سيناقش المنتدى، حسب بلاغه دائما، مستقبل عدد من دول الجنوب الصّاعدة، مع التركيز على القارة الإفريقية خصوصا فيما يخصّ جوانب الابتكار والصحة والنقل واللوجيستيك. كما سيخصّص المنتدى ندواتٍ ومنصّات لمناقشة مواضيع وطنية خصوصا الشراكات الإستراتيجية للمغرب مع دول الخليج ودول "BRIC" (البرازيل، روسيا، الهند والصين)، إضافة إلى مسألة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.