يستحق البروفيسور والطبيب الجراح في تخصص الدماغ والأعصاب عبد السلام الخمليشي أن يلقب بمفخرة المغرب؛ فهذا "الريفي"، الذي رأى النور أول مرة بالحسيمة في مارس 1948، سطع نجمه بشكل لافت في سماء الطب وجراحة الدماغ والأعصاب، دون أن يسعى إلى ذلك سعيا، ودون طبل ولا مزمار. الخمليشي توج مؤخرا بميدالية جمعية جراحة الأعصاب للغة الفرنسية، وأشاد بجهوده العلمية في هذا التخصص الطبي والجراحي الدقيق كبار الجراحين والأخصائيين بفرنسا والعالم؛ بينما عمل ولازال يشتغل في الظل، ويتسم وفق من يعرفه عن كثب بالتواضع ودماثة الأخلاق، محققا قول الشاعر العربي: "ملأى السنابل تنحني بتواضع..والفارغات رؤوسهن شوامخ". وجاء تتويج الخمليشي نظرا لمساهمته الطبية والعلمية في مجال تطوير جراحة الأعصاب في المغرب وإفريقيا، لكنه لم ينسب لنفسه الفضل أبدا، بل عزا تتويجه الدولي الجديد إلى زملائه في المهنة، عندما اعتبر أن الميدالية "تكريم لجميع أخصائيي جراحة الأعصاب المغاربة، وللطب بصفة عامة بالمغرب". ولا يتوقف الخمليشي فقط عند ما حققه من اعتراف دولي، ومن تتويجات كثيرة، منها 6 ميداليات و13 شهادة استحقاق، و3 جوائز عالمية، ضمنها جائزة المؤسسة الدولية للبحث في علوم الدماغ والأعصاب لسنة 2014 بألمانيا، ولكن لديه أيضا هاجس تكوين أطباء شباب في هذا التخصص، إذ عرف عنه أنه ما فتئ يحفز جراحي الأعصاب المغاربة والأفارقة الشباب، باعتباره مدير المركز المرجعي بالرباط لتكوين جراحي الدماغ والأعصاب الأفارقة الشباب.