تم، أمس الجمعة بالصخيرات، تكريم الأستاذ والعالم المغربي المتخصص في جراحة الدماغ والأعصاب، عبد السلام الخمليشي، في إطار الندوة الإفريقية السادسة لجراحة الدماغ والأعصاب، التي ينظمها، من 27 إلى 30 مارس، المركز المرجعي الدولي للرباط لتكوين جراحي الدماغ والأعصاب الأفارقة، وجامعة محمد الخامس الرباط -السويسي، بتعاون مع الجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب. وأشاد مختلف المتدخلين في هذا اللقاء بالمسار المهني المتميز الممتد ل40 سنة كرسها السيد الخمليشي لتطوير هذا التخصص الجراحي على الصعيد الدولي ولتكوين الجيل الجديد من جراحي الدماغ والأعصاب. وأعرب الطبيب المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن اعتزازه بهذا التكريم الذي خصه به جراحون ذوو سمعة دولية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق باعتراف بجراحي الدماغ والأعصاب المغاربة وبكفاءة الباحثين المغاربة في هذا المجال. وأضاف أن هذا التكريم يعتبر أيضا اعترافا بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال تكوين جراحي الدماغ والأعصاب الأفارقة، داعيا المتخصصين المغاربة إلى عدم ادخار أي جهد في تطوير هذا التخصص والبحث العلمي فيه، بصفة أكبر. من جهته، نوه وزير الدولة، السيد عبد الله باها، بهذه المبادرة التي تعد تتويجا لمسار مهني ناجح جدا أساه التحلي بالصبر والإخلاص. وقال إن هذا التكريم يعد إنصافا للجهود التي بذلها هذا الجراح في الرقي بجراحة الأعصاب المغربية وإبرازها على المستوى الدولي، كما يعد مثالا يحتذى بالنسبة للباحثين الشباب في هذا التخصص. واعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، السيد لحسن الداودي، من جهته، أن تكريم السيد الخمليشي يعد تكريما للجهود والأبحاث التي أسهمت في تطور جراحة الدماغ والأعصاب بالمغرب. وأضاف أن السيد الخمليشي "من الرجالات الذين يسهمون في التقدم العلمي، وفي تكوين عدد مهم من الباحثين الأفارقة، وبينهم من أصبح اليوم سفيرا للمغرب في بلده". من ناحيته، أبرز رئيس الفيدرالية العالمية لجمعيات جراحة الدماغ والأعصاب التايلاندي تو يونغ كوانغ، مساهمات السيد الخمليشي في تطوير هذا التخصص على المستوى الدولي، مشيرا، بالخصوص، إلى المؤتمر الذي عقدته الفيدرالية في مراكش سنة 2009، والذي شكل "أحد اللقاءات الدولية الأكثر نجاحا في تاريخ الفيدرالية"، وكذا إحداث أول مركز للتكوين في مجال جراحة الدماغ والأعصاب في العالم بالرباط والذي استفاد منه، بالخصوص، الباحثون الشباب من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وكان البروفيسور عبد السلام الخمليشي، الذي رأى النور في 16 مارس 1948 ببني عمارت بإقليم الحسيمة، ولج تخصص جراحة الدماغ والأعصاب في أوائل عقد السبعينيات من القرن الماضي. وبعد عدة تداريب في الخارج (سويسرا، الولاياتالمتحدة وفرنسا)، أصبح منذ سنة 1983 رئيسا لمصلحة جراحة الدماغ والأعصاب بمستشفى التخصصات بالرباط وأستاذا بجامعة الطب والصيدلة بالرباط. وفي سنة 1989، أسس مؤسسة الحسن الثاني للوقاية ومحاربة أمراض الجهاز العصبي، كما أنه يدير منذ سنة 2004 المركز المرجعي الدولي للرباط لتكوين جراحي الدماغ والأعصاب الأفارقة. وللأستاذ الخمليشي عدة مقالات ومؤلفات علمية منشورة في عدة مجالات تهم تخصص جراحة الدماغ والأعصاب.