بعد زهاء أربعة أسابيع من تأكيد "نكوسازانا دلاميني زوما" لوزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، توزيعها طلب المغرب بشأن الانضمام إلى منظمة الاتحاد الإفريقي على الدول الأعضاء، عادت رئيسة مفوضية المؤسسة ذاتها إلى إخراج مناورات جديدة لعرقلة عودة المملكة إلى "الاتحاد". وأدانت وزارة الخارجية المغربية، في بلاغ لها اليوم، تصرفات رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، التي تعتبر بمثابة الأمانة العامة في المؤسسة الإفريقية، وتمثل جهازها التنفيذي، متهما إياها ب"سن مناورات سياسية جديدة، تسعى من خلالها إلى عرقلة قرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الإفريقية". وأوضح المصدر الرسمي ذاته أن نكوسازانا دلاميني زوما، المعروفة بمعاداتها لمصالح المغرب ووحدته الترابية، وموالاتها لجبهة البوليساريو وصانعتها الجزائر، "تواصل تحركها للعرقلة من خلال اختلاق شرط جديد غير مسبوق في المسطرة، ولا يستند إلى أي نص، ولا إلى عمل المنظمة". "من خلال هذا الشرط المسطري الجديد، فإن رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي ترفض بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للبلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي"، يورد بلاغ الخارجية، الذي أرفد بأن "زوما" تتناقض مع واجبها في الحياد، ومع قواعد ومعايير المنظمة وإرادة بلدانها الأعضاء. ولفتت وزارة خارجية المملكة أيضا إلى أن "المغرب يحظى حتى الآن، بالوثائق الداعمة، بالمساندة والموافقة الكاملة للغالبية العظمى للبلدان الأعضاء في المنظمة الإفريقية، التي تفوق بشكل كبير تلك المنصوص عليها في الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي". وذكر بلاغ الدبلوماسية المغربية أن "هذه البلدان الأعضاء سبق لها أن وجهت إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي رسائل دعم، رسمية وسليمة قانونيا، لقرار عودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية ابتداء من القمة المقبلة المقرر انعقادها في يناير 2017". وكان الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا يوم 31 أكتوبر الماضي مع الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، بخصوص توزيع الطلب المغربي للانضمام إلى المنظمة الإفريقية، وبعده اتصل مزوار بزوما، التي أكدت له أن طلب المغرب سيتم توزيعه على مجموع أعضاء الاتحاد الإفريقي ابتداء من 4 نونبر. وكان بلاغ لوزارة الخارجية المغربية صدر في هذا الشأن قبل أربعة أسابيع، أوضح أنه "كان يتعين على زوما، تطبيقا للميثاق المؤسس، ووفقا لمقتضيات عمل المنظمة الإفريقية، المبادرة بالتوزيع الفوري لهذا الطلب"، الذي تسلمته يوم 22 شتنبر الماضي".