لطالما شكل "الديربي" مناسبةً لإحياء مشاعر النكاية والتشفي بين جماهير كرة القدم للغريمين التقليديين الرجاء والوداد، معتمدين في ذلك على روايات بتفاصيل من الماضي، تفنن كل جمهور في تحريف حقائقها ليحبك السيناريو المناسب لإغاظة الطرف الآخر بشدة، ليبدأ التراشق ب"كلاشات" من "الماكانا" إلى "فريميجة"، ومن "الكورفا نور" صوب "السود". بوبكر جضاهيم، قيدوم مسيري الوداد البيضاوي ورئيس النادي سابقاً، أدلى في لقاء مع "هسبورت" بشهادته في روايات "الفردي" الذي أشهره في وجه الحكم سنة 1997، و"ديربي" انسحاب الرجاء البيضاوي بعد الخسارة بثلاثية في شوط واحد، وكذا "كار" المغرب الفاسي الذي أنقذ الفريق "الأحمر" من السقوط إلى "قسم المظاليم" عام 1973. مسدّس في "ديربي 97" من بين ما جاء في "كلاش: علاش الكار ماجاش من فاس"، الذي تغنت به الجماهير "الرجاوية"، إغاظةً لنظيرتها في الضفة المقابلة، إشهار المسير بوبكر جضاهيم، الذي كان مسؤولاً أمنياً أيضاً في المدينة، مسدساً في وجه حكم "ديربي" كأس العرش سنة 1997، إذ كان الوداد منهزماً أمام الرجاء وسط صرامة تحكيمية على لاعبي الفريقين. ونفى جضاهيم ما جاء في الرواية جملةً وتفصيلاً، قائلاً: "المباراة جرّت عليّ مشاكل كثيرة، وأصدرت حينها الجامعة حكماً بإبعادي عن التسيير الكروي مدى الحياة، لكن عندما كُشفت الحقائق، تم إلغاء العقوبة من طرف الجنرال حسني بنسليمان، الذي كان حينها على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم". وأضاف جضاهيم أنه لم يكن يحمل في تلك الفترة مسدسه الوظيفي نظراً إلى تقاعده من عمله قبل فترة من موعد المباراة، وبالتالي بُدّدت كل الاتهامات الباطلة، مردفاً: "كيف يمكنني إشهار المسدس في وجه الحكم وأنا لا أملكه أصلاً؟!". ثلاثية في الشوط الأوّل "3 فْميطا شوّهناكم، يحسن عاونو مجيد الظلمي .. نتسَالكم مِيطا.."، وغيرها، شعارات رفعتها جماهير الوداد تهكماً على "الجراد"، معتبرة أن "الفريق الأخضر" وبالإضافة إلى انسحابه من مباراة "الديربي في موسم 78/79، نجا من هزيمة تاريخية، إذ كان قبل مغادرته أرضية الميدان منهزماً بثلاثية. وضرب جضاهيم هذا السيناريو "المبالغ فيه" عرض الحائط قائلاً إن الرجاء البيضاوي حينها كان منهزماً بهدف واحد دون رد فقط، وليس بثلاثة أهداف، وإن ما جعل محمد فاخر، قائد "الفريق الأخضر" آنذاك، يتخذ قرار الانسحاب هو قرار الحكم منح ضربة جزاء ثانية للوداد، مع طرد حارس مرمى الرجاء؛ ما اعتبرته مكونات الأخير حيفاً، فغادرت أرضية الميدان قبل انتهاء المباراة. وأضاف المتحدث ذاته: "هما مارضاوش .. لأن بيتشو حينها، الذي قدم من الرجاء إلى الوداد، في انتقال أغاظ عشاق الأخضر، هو من كان سيتكلف بتنفيذ ضربة الجزاء، في وقت لم يكن لدى الرجاء بديلاً لحارسه المطرود، ليتطوع الظلمي لتعويضه. لكن محمد فاخر قرر إنزال لاعبيه إلى مستودع ملابس ملعب الأب جيكو آنذاك، وبقي بيتشو جالساً على كرة الهدف الثاني المفترض". عْلاش الكار مَاجاش من فاس؟ أبدى بوبكر جضاهيم، الأب الروحي لنادي الوداد البيضاوي، استغرابه من تفاصيل السيناريو الذي حبكه الجمهور الرجاوي، لا لشيء سوى لاستفزاز مكونات الوداد، مشدداً على أن "السبب الحقيقي وراء تخلف المغرب الفاسي عن الحضور لمواجهة "الفريق الأحمر" في آخر جولة من بطولة موسم 72-73 هو احتجاجه على المعاملة التي لقيها في الجولة 29، عندما واجه فريق اتحاد سيدي قاسم النافذ وقتذاك"، مردفاً: "أنصار اتحاد سيدي قاسم طْلْقُوا على مسؤولي المغرب الفاسي طُوبّات وحْناش وعقارْب في المنصة الشرفية في فاس، فقرر القائمون على المَاصْ آنذاك، في اجتماع لهم، مقاطعة البطولة؛ وهذا ما حدث". وأضاف المتحدث ذاته: "لم نكترث بقرار المغرب الفاسي حينها، فدخلت المجموعة الودادية بقيادة المدرب المعروفي في تربص مغلق في المحمدية استعداداً للمباراة"، مردفاً: "يوم اللقاء توجهنا على ملعب الأب جيكو الذي كان يحتضن لقاءاتنا وقتها، ودخلنا إلى أرضية الملعب، قبل أن يعلن الحكم لاراش رسمياً أن المواجهة لن تجرى بسبب تخلف الخصم عن الحضور .. كنا نحتاج نقطة وحيدة أمام المغرب الفاسي لضمان البقاء، لكنه تبين بعد نهاية كل مباريات الجولة 30 أنه حتى لو انهزمنا أمام الماص لم نكن لنسقط إلى القسم الثاني، نظراً إلى النتائج التي حققتها الأندية المعنية بالنزول". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com