أطلقت وزارة التضامن والمرأة حملتها الوطنية التحسيسية لمناهضة العنف ضد النساء للمرة الرابعة عشرة، وبدا لافتا شعار هذه النسخة، بكلماته القوية والصادمة، إذ وصف العنف ضد النساء ب"النذالة"، رابطا مفهوم "الرجولة" باحترام المرأة. وتأتي هذه الحملة التواصلية للوزارة الوصية على شؤون المرأة في ظل المعطيات الرسمية التي تضمنها التقرير السنوي الأول للمرصد الوطني للعنف ضد النساء، التي أوردت أن حالات العنف المسجلة بلغت 15865 سنة 2014، من بينها 14408 حالات عنف جسدي، 53.7% منها في الأماكن العمومية؛ و1457 حالة عنف جنسي، 66.4% منها في الأماكن العمومية. وفي كلمة لها أمام الحاضرين في اللقاء التواصلي لانطلاق الحملة المشار إليها، أكدت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أن الوزارة "اختارت هذه السنة تسليط الضوء على العنف المرتكب ضد المرأة في الأماكن العمومية؛ نظرا للأرقام المرتفعة التي تعرفها هذه الظاهرة". وشددت وزيرة التضامن والمرأة في حكومة تصريف الأعمال، خلال إعطائها الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية الرابعة عشرة لوقف العنف ضد النساء بالصخيرات، على أن تطويق ظاهرة العنف الممارس ضد النساء، تفعيلا للفصل 22 من الدستور، "لا يمكن إلا بتوفير الأمن والطمأنينة والعدالة الاجتماعية"، مذكرة بالقانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، الذي صادق عليه مجلس النواب، ويناقش حاليا بمجلس المستشارين. ونوهت الوزيرة ذاتها بمستوى الشراكة مع كل من هيئة الأممالمتحدة للمرأة، وصندوق الأممالمتحدة للسكان، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في التحسيس بالآثار السلبية للعنف على المجتمع، ومساهمتها إلى جانب الوزارة في تغيير هذا السلوك الحاط من الكرامة الإنسانية. من جهتها، أفادت ليلى الرحيوي، ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة في دول المغرب العربي، بأن "العنف بكافة أشكاله أصبح يعرف تناميا في الأماكن العمومية، خاصة مع نمو المدن التي تصل اليوم إلى نسبة 67 في المائة"، مشيرة إلى أن "نسبة 44 في المائة من المواطنين يصرحون بعدم شعورهم بالأمن والطمأنينة حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط؛ وهو ما دفع إلى التفكير في مشروع مدن صديقة للمرأة، الذي يتطلب انخراط جميع المواطنين لتعميمه على كافة مدن المملكة". وسيعرف برنامج حملة هذه السنة تنظيم اثني عشر لقاء جهويا بكل من مدن القنيطرة وشفشاون، وسيدي بنور وفاس، وبني ملال وجرادة، وأصيلة وقلعة سراغنة، وزاكورة وأكادير، وسيدي إيفني والداخلة، إضافة إلى لقاء وطني لاختتام الحملة تزامنا مع بث وصلة تلفزية للتحسيس بموضوع العنف المرتكب ضد النساء.