تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت في منطقة شرق أوربا قضايا متنوعة من بينها تهديدات تركيا بفتح حدودها في وجه اللاجئين إلى أوربا وسعي بولونيا لنزع فتيل التوتر مع فرنسا. ففي اليونان ذكرت صحيفة (كاثيمينيري) أن أثينا منشغلة بقوة بالتصريحات الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي هدد بفتح الحدود أمام مئات الآلاف من اللاجئين للعبور إلى أوربا بعد تصويت البرلمان الاوربي على قرار يدعو لتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد. وأضافت الصحيفة أن مساعد وزير الدفاع اليوناني ديميتريس فيستاس أعرب عن قلق اليونان العميق بعد تلك التهديدات، معتبرا أن استخدام اللاجئين كسلاح لتحقيق أهداف أخرى يعتبر نوعا من الاعتداء. ونقلت عنه الصحيفة قوله إن هذه التصريحات تقلق اليونان بشكل كبير كما أن بلاده لا تريد بأي حال من الأحوال انهيار الاتفاق الأوربي التركي لوقف تدفقات اللاجئين لان ذلك سيعني إغراق اليونان بمئات الآلاف من اللاجئين في وقت تغلق فيه طريق البلقان ولا مفر سوى بقاءهم داخل البلاد في ظروف صعبة. صحيفة (تا نيا) ذكرت انه ليست فقط تركيا التي قد تخلف وعودها وتسمح بعبور اللاجئين الى اليونان بل حتى الاتحاد الاوربي لم يف بوعوده وترك اليونان وحيدة مع أزيد من 60 ألف لاجئ عالقين فوق أراضيها منذ إغلاق طريق البلقان في مارس الماضي. وذكرت بتهديدات أردوغان لأوروبا بفتح المعابر الحدودية أمام اللاجئين في تركيا إذا تمادى الاتحاد الأوروبي في تصرفاته الخاطئة تجاه تركيا وبالخصوص قوله يوم الجمعة "تركيا لا تفهم لغة التهديد، وإذا بالغتم في إجراءاتكم سنفتح المعابر الحدودية أمام اللاجئين". وفي بولونيا تطرقت الصحف من جديد للتوتر بين وارسووباريس بعد عدول بولونيا عن شراء 50 مروحية عسكرية متعددة المهام من إيرباص وعزمها فتح ملف شراء جديد لتلك المروحيات. وكتبت (غازيتا براونا) أن شراء مروحيات كارافال قد يبدو خيارا بديلا في إطار سعي الجيش البولوني لتحديث عتاده، مضيفة أن وزارة الدفاع مهتمة بشراء ثمان مروحيات موجهة للقوات الخاصة وستة للبحرية وسيكون بوسع إيرباص المشاركة في الصفقة الى جانب الشركة الامريكية ليوناردو. صحيفة (بولسكا) ذكرت أن وارسو كانت قد تسببت في أزمة دبلوماسية كبيرة مع فرنسا بعد إلغائها صفقة شراء 50 مروحية كارافال سبق وان حصلت على صفقتها ايبراص في ابريل 2015 مشيرة الى أن مزايا كارافال هي أنها خفيفة الوزن. وأشارت الى التوتر مع فرنسا ما حذا بالرئيس فرانسوا هولاند الى إلغاء زيارة لبولونيا في أكتوبر وتأجيل اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، مضيفة أنه يتعين على الحكومة المحافظة في وارسو العمل على إنهاء هذا الوضع وإصلاح العلاقات مع باريس. وفي تركيا ذكرت (ديلي صباح) أنه على إثر وفاة ثلاثة جنود أتراك في قصف لطائرات النظام السوري وجهت أنقرة تحذيرا واضحا لسورية من عدم تكرار مثل هذه الحوادث. وأضافت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، موضوع الغارة التي استهدفت الجيش التركي قرب مدينة الباب السورية وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة 10 آخرين والتي وقعت فجر الخميس. صحيفة (ييني شفق) نقلت عن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، دعوته الدول الأوروبية للتوقف عن إعطاء تركيا، التي تستقبل 3 ملايين لاجئ، دروسا في استقبال اللاجئين. وأضافت أن يونكير صرح لقناة "يورو نيوز" أن "تركيا فتحت أبوابها لأكثر من 3 ملايين لاجئ، ولا يمكن لأوروبا في هذه المسألة إعطاء الدروس لتركيا"، مشيرا الى أن "تركيا ولبنان والأردن فعلوا أكثر مما فعله الاتحاد الأوروبي .. ومن أجل ذلك لا أرى الانتقادات الصادرة عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي محقة". وأشارت الصحيفة الى أن يونكير قال ردا على سؤال حول مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إن "السؤال يجب أن يكون على الشكل التالي، هل ترغب تركيا بتحقيق كافة المعايير المطلوبة من أجل قبولها في الاتحاد. أعتقد أن تركيا لم تسأل نفسها هذا السؤال، ولأن هذا السؤال لم يطرح بعد، لا توجد هنالك أي أجوبة". وفي النمسا نشرت (دير ستاندار) حديثا للرئيس النمساوي السابق (2014- 2016) هاينز فيشر أعبر فيه عن رفضه للوصول الى قطيعة كاملة في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الأوربي لأن ذلك يمثل بالنسبة له قرارا غير منتج سيقضي على آمال غالبية الاتراك الراغبين في الانضمام للاتحاد. وأضاف فيشر في رده عن سؤال حول تصريحات نوربيرت هوفر مرشح اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية ل 4 ديسمبر المقبل والذي أعرب عن تفضيله للتعاون بين النمسا وبلدان اوربا الشرقية على حساب فرنساوالمانيا، إن السياسة الخارجية لبلاده متوازنة ويتعين الحفاظ على العلاقات قوية مع الحلفاء التقليديين والمانيا بالدرجة الاولى، مع العمل على تطوير العلاقات مع اوربا الشرقية، مؤكدا ان النمسا ليست في حاجة لرئيس يطالب بالمفاضلة بين المانياوبولونيا. صحيفة (كورير) ذكرت أن هناك ارتفاعا في الرسائل عبر الشبكات الاجتماعية التي تدعو للكراهية وتتغذى على مشاعر نازية جديدة تحث على كراهية المسلمين مضيفة انه تم فتح 540 تحقيق من قبل قوات الامن منذ الاول من يناير الى غاية الاول من نوفمبر 2016 مقابل 513 تحقيقا في العام 2015 و171 فقط العام 2012.