تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في منطقة شرق أوربا عددا من المواضيع من بينها محادثات السلام بشأن قبرص وتوتر العلاقات بين وارسو وبرلين وباريس والانتقادات الاوربية لتركيا بعد اعتقالها برلمانيين أكراد. ففي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتح أمس في منتجع سويسري جولة جديدة من مفاوضات السلام في جزيرة قبرص تسعى الى التوصل الى اتفاق تاريخي لاعادة توحيد الجزيرة قبل نهاية العام الجاري. وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات ستستمر خمسة أيام تحت إشراف الأممالمتحدة ويشارك فيها الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي حيث ستركز على قضية الأرض وغيرها من القضايا المهمة . ونقلت الصحيفة عن بان قوله إن الزعيمين القبرصيين عبرا عن أملهما في أن يمهد هذا الاجتماع الطريق للمرحلة الأخيرة من المحادثات تماشيا مع التزامهما المشترك ببذل أقصى الجهود من أجل التوصل لتسوية خلال العام الجاري. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن المفاوضات الحالية تعتبر فرصة لتحقيق السلام وإعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ العام 1974 بما أن كلا زعيمي القبارصة اليونانيين والاتراك في الجزيرة منفتحان على مناقشة مختلف الملفات العالقة وإحراز تقدم يفضي إلى التوقيع على اتفاق سلام قبل نهاية العام. وأشارت إلى أنه يتعين أن تسحب أنقرة جيشها من شمال قبرص وان تكف عن ممارسة الضغوط وتسهيل التوصل الى حلول، مبرزة أن المفاوضين سيبحثون مسألة الحدود الداخلية لفدرالية مستقبلية مطروحة مؤلفة من كيانين- قبرصي يوناني وقبرصي تركي- وهو ما سيتطلب بصورة خاصة إعادة بعض المناطق من شمال الجزيرة الى جنوبها ذي الغالبية اليونانية . وذكرت الصحيفة انه بموجب الاتفاقيات الدولية، تعتبر تركيا واليونان وبريطانيا التي تملك قاعدتين عسكريتين في الجزيرة، ضامنة للأمن في قبرص . وفي بولونيا تناولت (ريسبوبليكا) العزلة الدبلوماسية لوارسو بعد سلسلة توترات مع كل من باريس وبرلين وذكرت أن إلغاء القمة الالمانية الفرنسية البولونية مؤخرا علامة سيئة للسياسة الاوربية لبولونيا ولعلاقاتها مع القوى الاوربية الكبرى. وأضافت أن تطوير العلاقات مع فرنساوالمانيا كان من شأنه استبعاد أي عزلة اوربية لبولونيا، وفي الوقت الذي تضطلع فيه كل من فرنساوالمانيا بأدوار هامة فان وارسو لم تبذل الكثير لتحسين علاقاتها مع البلدين. وأشارت الى أنه رغم أن توتر العلاقات مع باريس راجع لالغاء وارسو لعقد لشراء مروحيات كارافال العسكرية من شركة إيرباص الا أن وارسو لا يمكنها الاستغناء عن باريس في مجالات التعاون المتعددة. وأكدت أن إلغاء عقد مروحيات كارافال كان عملا دبلوماسيا غير محسوب العواقب ومكلف جدا مثل النزاع مع المفوضية الاوربية ولجنة البندقية بشأن المحكمة الدستورية حيث تتهم وارسو بالسعي للهيمنة عليها وإخضاعها للحكومة بعد سلسلة التغييرات التي طالت قوانينها. وأضافت أن مختلف تلك التصرفات تزيد من عزلة بولونيا داخل الفضاء الاوربي وتبرز تراجع وزن بولونيا ضمن محور وسط أوربا والمحور الفرنسي الالماني. صحيفة (غازيتا ويبروفسكا) ذكرت أن وزير الخارجية البولوني ويتولد واسزيكوفسكي يحاول بعد سلسلة الأخطاء المرتكبة أن يستدرك الوقت الضائع من خلال إعلانه عقد لقاء نهاية نوفمبر الجاري لوزراء خارجية المانياوفرنساوبولونيا بهدف تبديد الخلافات والتوتر في العلاقات. وقالت الصحيفة ان وارسو قد تذهب بعيدا في طلب مباحثات مع باريس بشأن مروحيات كارفال التي عذلت عن شرائها وفضلت عليها مروحيات بلاك هوك الامريكية. وفي تركيا كتبت (ستار) ان إقدام السلطات على اعتقال نواب برلمانيين عن حزب الشعوب الديمقراطي المقرب من الاكراد أملته ضرورات التحقيق في مزاعم دعم الارهاب ولا يستهدف منه الحزب بذاته. وأضافت أنه اذا أقدم نواب برلمانيون على الدفاع عن المنظمات الارهابية فإنهم بذلك يستقيلون من مسؤولياتهم تجاه الناخبين. صحيفة (ييني اكيت) نددت بما وصفتها المقاربة الأوربية في التعامل مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة إرهابية لكن تدافع عنه ايضا ملاحظة ان قرار أخيرا لمحكمة بلجيكية لا يعترف بحزب العمال الكردستاني كمنظمة ارهابية خرق بذلك العهد الاوربي لحقوق الانسان وميثاق الاممالمتحدة. صحيفة (ديلي صباح) نقلت تصريحات المتحدث باسم الخارجية التركية الذي اعتبر أن لوكسمبورغ على رأس الدول الأوروبية الداعمة للإرهاب ردا على انتقادات وجهها وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن لتركيا بعد اعتقال البرلمانيين الاكراد. واضاف المتحدث ان تصريحات وزير خارجية لوكسمبورغ، الذي تعتبر مساهمة بلاده في جهود مكافحة الإرهاب على مستوى العالم أمرا قيد النقاش، دليل على عجزه عن إجراء تقييم صحيح وفهم حجم ومستوى التهديدات الإرهابية التي تواجهها تركيا، مشيرا الى أن تركيا تنتظر من أسيلبورن إدانة المحاولة الانقلابية الدموية الفاشلة التي أسفرت عن مقتل 246 مواطنا تركيا . واعتبرت الصحيفة ان مقارنة جهود تركيا لتعزيز الديمقراطية واتخاذ التدابير للحيلولة دون حدوث محاولة انقلابية أخرى بفترة مظلمة من تاريخ أوروبا، مؤشر على فقدان الوزير القدرة على إجراء تقييم موضوعي وعدم كفاية معلوماته التاريخية.