تناولت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في منطقة شرق أوروبا مواضيع متنوعة من بينها الخلاف الاوروبي البولوني على خلفية مصادقة وارسو على قوانين مثيرة للجذل، وأزمة اللاجئين والدعوات المطالبة برفع الحصانة عن قادة حزب جمهورية الشعوب التركي المقرب من الأكراد. ففي بولونيا تواصل الصحف اهتمامها بالعلاقات المتوترة بين وارسووبروكسيل بسبب اعتماد البرلمان البولوني لقانونين مثيرين للجدل تعتبرهما بروكسيل يمسان بمقومات دولة القانون والديمقراطية، وهما قانون تغيير تشكيلة المحكمة الدستورية ويعطي للحكومة حق التعيين، ثم قانون يعطي للحكومة حق تعيين مدراء مؤسسات الاعلام العمومية بدل مباراة يشرف عليها مجلس السمعي البصري. صحيفة (لاغازيت ويبروسكا) نشرت في صفحتها الاولى النداء الذي وجهه المفوض الاوربي لحقوق الانسان نيلز نويزنيكس للرئيس البولوني اندريه دودا داعيا إياه عدم التصديق على قانون وسائل الاعلام العمومية والذي تخضع بموجبه الاخيرة لهيمنة الحكومة المحافظة من خلال تحكمها في سلطة تعيين المدراء. وقال المفوض الاوربي في النداء الذي نشرته الصحيفة "أطلب من رئيس الدولة عدم التوقيع على قانون وسائل الاعلام العمومية والحفاظ على استقلالية التلفزيون والاذاعية العمومية في بولونيا" وأبرزت الصحيفة قلق بروكسيل البالغ من المنحى الذي تسلكه الحكومة المحافظة في بولونيا. وقالت الصحيفة إن الهيمنة على وسائل الاعلام العمومية يوجد في صلب المناقشات في بروكسيل التي ترى أن ما يحدث في وارسو مقلق بدرجة كبيرة للهيئات الاوربية. صحيفة (بولسكا) ذكرت أنه أمام هذا الوضع فإن الحكومة البولونية وجهت دعوة لمندوب المفوضية الاوربية في وارسو لتشرح له "نواياها الحسنة"، مضيفة أن هذا اللقاء يتوقع عقده يوم الجمعة المقبل بمقر وزارة الخارجية في خطوة لطمأنة بروكسيل التي تخشى على التطور الديمقراطي في بولونيا. كما تناولت الصحيفة تصريحات رئيس الديبلوماسية البولونية ويتولد واسزيكوفسكي الذي قال انه يتأسف للتصريحات "الظلامية" و"الغريبة" لبعض المفوضين الاوربيين الذين يحاكمون بولونيا انطلاقا من مقالات الصحافة. وفي النمسا ذكرت صحيفة (ذي بريس) أن مصالح الشغل النمساوية تتوقع 30 ألف طلب شغل في العام 2016 من بين اللاجئين في مقابل توصلها ب 17 الف و300 طلب العام الماضي. ولاحظت الصحيفة أن إدماج طالبي اللجوء يتوقف على مؤهلاتهم، مشيرة الى أن وزارة التشغيل الفدرالية منكبة على بحث المؤهلات والكفاءات في صفوف اللاجئين الوافدين وبرمجة دورات تكوينية مركزة. وذكرت الصحيفة أن آخر احصائيات هذه المصلحة بالنسبة لشهر ديسبمر تكشف ارتفاعا في أعداد العاطلين ل 475 الف و435 شخص ربعهم أجانب. صحيفة (كلاين زيتونغ) أشارت من جهتها الى التساقطات الثلجية الاخيرة والتي تسببت في عدة حوادث على الطرق النمساوية مخلفة عددا من الجرحى، مضيفة ان موجة ثلوج جديدة يتوقع ان تعرفها البلاد ابتداء من يوم الجمعة ونهاية الاسبوع. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن 3771 مهاجرا لقوا مصرعهم في حوض المتوسط خلال العام 2015 في مسعى للوصول الى أوربا وفق أحدث إحصائيات للمنظمة العالمية للهجرة نشرتها يوم الثلاثاء. وأشارت الى أن المنظمة اعتبرت أن 2015 كانت أسوأ سنة من حيث وفيات المهاجرين في المتوسط متجاوزة 2014 التي بلغ فيها عدد الوفيات 3279. وأضافت الصحيفة استنادا لتقرير المنظمة أن مليون و4356 لاجئا ومهاجرا وصلوا الى أوربا عبر البحر خلال العام المنصرم فيما لم يتجاوز خلال سنة 2014 عدد الواصلين الى أوربا 219 الف مهاجر ولاجئ. صحيفة (إيثنوس) توقفت من جهتها عند المباحثات التي اجراها الثلاثاء في اثينا وسيط الاممالمتحدة في قبرص اسبن بارت مع وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس والتي قال في ختامها إن المفاوضات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك لايجاد تسوية سجلت "تقدما ملحوظا". واضافت الصحيفة ان الوسيط الاممي أكد أنه تم إحراز "تقدم ملحوظ حول بعض القضايا الاصعب في الاشهر الاخيرة" منوها بارادة الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس وزعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي للعمل على ايجاد تسوية. وفي تركيا كتبت صحيفة (الحرية ديلي نيوز) أن حزب ديمقراطية الشعوب المقرب من الاكراد يعتزم تنظيم تجمعات في 24 يناير الجاري لفائدة "الحكم الذاتي" في وقت تم فيه فتح تحقيق قضائي في حق رئيسه صلاح الدين ديمراش بتهم "الإجرام في حق النظام الدستوري" بعد تصريحات أدلى بها مؤيدة للحكم الذاتي. وأضافت الصحيفة أن هناك دعوات لرفع الحصانة البرلمانية عن قادة الحزب وجميع نوابه البرلمانيين. صحيفة (ييني شفق) كتبت من جهتها أنه بنفس الطريقة التي يؤدي بها إرهابيو حزب العمال الكردستاني ثمن أعمالهم التي تهدد سلامة المواطنين فان حزب جمهورية الشعوب سيؤدي ثمن سياسته المدعمة للارهاب والمدعمة لاستراتيجية انفصال مدن وبلدات الجنوب الشرقي لتركيا. وقالت الصحيفة إنه ليس ثمة شك في أن حزب جمهورية الشعوب سيسقط في الحفرة التي يحفرها مضيفة انه يتعين عليه الاختيار بين شق مساره السياسي والتصرف في الساحة الديمقراطية والشرعية أو مواصلة أن يكون بوقا ومتحدثا باسم حزب العمال الكردستاني من معاقلهم بشمال العراق.