باتت الأسر الإملشيلية ممن تضم نساء حوامل بين جدران بيوتها تضع الأيدي على القلوب مخافة فقدان الأم الحامل والوليد المنتظر عقب تعاقب حالات الوفاة في صفوف سيدات في مرحلة مخاض ومواليدهن، كان آخرها وفاة مولود عقب عملية قيصرية أجريت لوالدته بداية الأسبوع الجاري. ولا يمر شهر دون أن تفقد سيدة في حالة مخاض حياتها وفي أَمرّ الظروف وأصعبها تفقد جنينها، في ظل غياب طبيب اختصاصي في أمراض النساء والتوليد بالمنطقة، واضطرار الأسر الفقيرة إلى نقل نساء قهرهن ألم المخاض نحو مستشفى مولاي علي الشريف بإقليم الراشيدية زهاء 250 كيلومترا. نشطاء جمعويون بالمنطقة دشنوا حملة فيسبوكية تروم تعيين طبيبة مختصة في التوليد بإملشيل، وطالب الداعون إليها من أسموهم "الضمائر الحية بهذا الوطن الجريح" بالإعراب عن تضامنهم مع حوامل إملشيل ومواليدها عبر المطالبة بتعيين طبيبة مختصة. محمد احبابو، المسؤول الإعلامي بجمعية امازار للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بقصر تاوريرت، قال إن المبادرة التي أطلقها شباب المنطقة تأتي في ظرفية تتسم بفصل الشتاء المعروف بطقس صعب ودرجات حرارة جد متدنية، موضحا أن ساكنة المنطقة وجمعوييها سيقومون بتنظيم وقفات احتجاجية بالموازاة مع الحملة الافتراضية. وأوضح احبابو، ضمن حديث جمعه بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التضاريس الوعرة وموسم سقط الثلوج يجعلان من عملية نقل الحوامل في فترة مخاض صوب مستشفى مولاي علي الشريف بالراشيدية الذي يبعد زهاء 250 كيلومترا قطعة من عذاب، ولا تصل هؤلاء النسوة إلا ميتات أو بأجنة متوفاة على الأغلب، مطالبا رفقة الساكنة بتوفير اختصاصية جراحة في أمراض النساء والتوليد بالمركز الصحي لإملشيل. يرى الناشط الجمعوي بالمنطقة أن تعيين طبيبة اختصاصية بدل طبيب سيفيد نساء المنطقة من الحوامل وممن تعانين أمراضا نسائية، على اعتبار أن الأسر جد محافظة، "لن تتجرأ نساء القرى على زيارة طبيب رجل ليكشف عنهن وتخبرنه بتفاصيل عن أماكن حساسة من أجسادهن، الفائدة ستكون أكبر عند تعيين طبيبة متخصصة"، وفق تعبير المتحدث. من جانبه، أوضح حسن بوزيان، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بميدلت، أن المركز الصحي بإملشيل لا يمكن أن يتوفر على اختصاصي في أمراض النساء والتوليد، اعتبارا لكونه مركزا لا مستشفًى، وفق تعبيره، لافتا إلى أن المركز المذكور يتوفر على 4 ممرضات قابلات زيادة على طبيبة عامة قارة و3 ممرضين متعددي التخصصات. وأبرز بوزيان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المندوبية زودت المركز الصحي بثلاث سيارات إسعاف، اثنتان منها رباعية الدفع، فيما الثالثة متطورة وتحتوي على حاضنة للمواليد ومخصصة للحوامل والمواليد فقط، فضلا عن وضع مروحية إسعاف رهن إشارة مثل هذه الحالات. وبخصوص الجنين الذي توفي في أحشاء والدته، أوضح مندوب الصحة أن السيدة لم تكن على علم بضرورة إجرائها عملية قيصرية من أجل الولادة، موضحا أن أكبر المشاكل التي تعجل بوفاة السيدات ومواليدهن عدم تتبع الحمل وعدم معرفة إن كن بحاجة للعملية القيصرية من أجل إلحاقهن بالمستشفى قبل أن يحين موعد المخاض. "نتابع حالات السيدات الحوامل بالمنطقة، خاصة منهن من تزامن موعد ولادتهن مع الفصل البارد، حيث يتم توجيههن صوب المستشفى الإقليمي بميدلت، أو يتم إيداعهن على مستوى مركز للإيواء إلى أن يحين موعد الولادة. وبفضل هذه الخطوة التي انطلق العمل بها منذ السنة الفارطة، أنقذت عدد من الأمهات ومواليدهن" يقول المتحدث، متابعا بأن قافلة طبية مكونة من طبيبين اختصاصيين في أمراض النساء والتوليد ستتوجه إلى إملشيل من أجل الكشف بالصدى عن كل النساء الحوامل ومعرفة وضعيتهن الصحية.