لازال الموت يتربص بحوامل إملشيل ومواليدهن، فبعد أن توفيت سيدتان في ربيع عمرهما في أقل من شهرين، عقب عسر في الولادة نقلتا إثره نحو مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، والذي يبعد ب220 كيلومترا، جاء الدور على المواليد، إذ توفي جنين بعد ساعات طويلة من آلام المخاض، قبل نقل أمه صوب مستشفى مراكش. وقال رئيس جماعة إملشيل، موحى اوعليلي، إن الواقعة تعود إلى عشية الاثنين المنصرم، حين تلقيه اتصالا يفيد بأن سيدة في حالة مخاض في حالة سيئة، مؤكدا أنه تنقل رفقة مسؤول محلي مسافة 20 كيلومترا صوب الدوار سيرا على الأقدام، بسبب غياب طريق تسمح بمرور السيارات. وأفاد المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن المسؤولين أكدوا "عدم قدرة المروحية على التنقل ليلا صوب إملشيل، وأنها ستكون هناك صباحا، وهو ما حدث بالفعل، ليتم نقل السيدة صوب مستشفى محمد السادس بمراكش، حيث خضعت لعملية قيصرية، إلا أن جنينها فقد حياته". اوعليلي طالب المسؤولين بالتكفل بالسيدات في المناطق النائية داخل المركز الصحي خلال شهرهن الأخير إلى حين وضع حملهن، أو تشييد طرقات معبدة حتى تستطيع الإسعاف الوصول إلى الدواوير في الوقت المناسب، مؤكدا أن الوزارة استجابت لبعض مطالب الساكنة بعد المسيرات الاحتجاجية واعتصام نساء إملشيل الليلي أمام المركز الصحي. وقال المتحدث ذاته إن الجماعة توصلت بسيارة إسعاف جديدة رباعية الدفع، فيما انتظم طبيب عام على الحضور للمركز طيلة 15 يوما، ليخلفه آخر، في انتظار تعيين طبيب أو طبيبة بصفة دائمة بالمنطقة، بالإضافة إلى تعيين تقنيين لتشغيل التجهيزات، والحرص على صيانتها، مطالبا بتجهيز المركز الصحي وتشغيل معداته في ظل العدد الكبير من الساكنة والظروف الجوية القاسية. وكانت وفاة سيدتين خضعتا لعملية قيصرية أثارت غضب ساكنة إملشيل، التي نظمت وقفات الاحتجاجية ومسيرات تنديدية استمرت لعد أيام، مطالبة بتجهيز المركز الصحي وتوفير طبيب قار بالمنطقة، وهي المطالب التي تم الاستجابة لها جزئيا عبر تزويد الساكنة بالأدوية والأغطية وبعض المعدات الطبية مؤخرا، زيادة على سيارة إسعاف جديدة تنضاف إلى السيارة الوحيدة بالمنطقة.