خرج عدد من سكان إملشيل، الواقعة على بعد 110 كيلو مترات من مدينة الريش (إقليم الراشيدية)، أمام مقر البرلمان بشارع محمد الخامس بالرباط، للاحتجاج على الظروف المزرية التي توجد عليها المنشآت الصحية التي تتوفر عليها المنطقة، مطالبين بإقامة مستشفى محلي بإملشيل. الوقفة، التي اختار عدد من أبناء إملشيل أن تكون في قلب العاصمة الرباط، جاءت بعد أيام من وقفة مماثلة نظمت في إملشيل، حيث ندد السكان المتضررون بالواقع المتردي لقطاع الصحة عقب تسجيل حالات من الوفيات المتكررة في صفوف النساء الحوامل ومواليدهن. وشهدت منطقة إملشيل عددا من حالات وفيات الحوامل في مرحلة مخاض أو بعد إجراء عمليات قيصرية لهن، بالإضافة إلى وفيات في صفوف المواليد؛ وهي الأحداث التي عزاها السكان إلى "غياب دار للأمومة مجهزة، وكذلك بُعد المسافة الفاصلة بين المنطقة وبين أقرب مستشفى إقليمي، لتتوفى النساء ومواليدهن داخل سيارات الإسعاف". وردد المحتجون في وقفة الرباط شعارات مطالبة برحيل مندوب وزارة الصحة في المنطقة. وقال سعيد أوبنعلي، أحد الشباب المنحدرين من إملشيل، إن السكان يريدون رحيل المسؤولين عن هذا القطاع، بعد فشلهم في تدبيره، وتوفير منشآت صحية تلبي احتياجات السكان. ودعا المتحدث إلى رحيل حسن بوزيان، المندوب الإقليمي للصحة، "والذي لا يكترث للمنطقة، ولا يقوم بمهامه الإدارية من أجل ضمان الحق في الصحة للسكان"، على حد قوله، خاصة بعد توالي حالات الوفيات التي تعرضت لها نساء المنطقة. وأوضح أوبنعلي أن المرضى المنحدرين من المنطقة يضطرون إلى قطع أكثر من 260 كيلو مترا من أجل الوصول إلى أقرب مستشفى في الراشيدية، كما أن "النساء الحوامل يتنقلن في طرقات وعرة تنعدم فيها أبسط الضروريات التي تضمن سلامة التنقل"، على حد تعبيره. وأضاف الشاب المنحدر من إملشيل بأن شباب المنطقة، الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها اليوم مدينة الرباط، اختار أن يواصل النضال الذي بدأ في المنطقة منذ أيام، بعد الاحتجاجات التي عرفتها. ويطالب السكان ب"توفير مستشفى محلي قادر على إنقاذ النساء الحوامل ومواليدهن من شبح الموت الذي يتربص بهن في كل وقت وحين، وتوفير كل المعدات الطبية واللوجيستيكية الضرورية، مع تعيين أطر طبية لها كفاءات مهنية مع التكوين المستمر للأطر العاملة".