كذّبت ساكنة منطقة إملشيل مندوبية الصحة بميدلت فيما يخص "توفير سيارة إسعاف مجهزة أو بواسطة المروحية لفائدة التوأم الخديج الذي تُوفي بداية الأسبوع الجاري"؛ وذلك عقب بلاغ صحافي صادر عن المندوبية المذكورة يقول إن "الأب رفض السماح بنقل ابنتيه صوب المستشفى الإقليمي، سواء بواسطة سيارة الإسعاف المجهزة بتقنيات الإنعاش التي وفرتها السلطات الصحية لإنقاذهما أو بواسطة المروحية الطبية". وقال محمد حبابو، الفاعل الجمعوي والحقوقي بإملشيل، إن "المروحية الطبية لم تحل بالجماعة الترابية لإملشيل سوى مرة واحدة فقد"، مشيرا إلى أن "المنطقة تتوفر على سيارتي إسعاف عاديتين، غير مزودتين بالأوكسجين أو بالحضانات أو بتقنيات الإنعاش"، وفق تصريح الفاعل الجمعوي والحقوقي لجريدة هسبريس الإلكترونية. وخرجت ساكنة إملشيل في وقفة احتجاجية ساخطة، منددة بواقع قطاع الصحة بدائرة إملشيل؛ وذلك عقب تسجيل حالات من الوفيات المتكررة في صفوف النساء الحوامل ومواليدهن. وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية تلبية لنداء بثه فاعلون جمعويون بالمنطقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية، تعبيرا عن "رفضهم المطلق لواقع الصحة باملشيل بسبب تدني الخدمات الصحية بالمنطقة"، وفق تعبير بيان تتوفر عليه الجريدة. وردد المحتجون الغاضبون شعارات تنديدية تطالب برحيل المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بميدلت، مع الإلحاح على "ضرورة تعيين أطباء أكفاء، خاصة في اختصاصات أمراض النساء والتوليد وأمراض الأطفال، القادرين على الاستجابة لمتطلبات ساكنة المنطقة". وطالبت الساكنة المتضررة ب"توفير مستشفى محلي قادر على إنقاذ النساء الحوامل ومواليدهن من شبح الموت الذي يتربص بهن في كل وقت وحين، وتوفير كل المعدات الطبية واللوجيستيكية الضرورية، مع تعيين أطر طبية لها كفاءات مهنية مع التكوين المستمر للأطر العاملة". وقال حبابو، في تصريح لهسبريس، إن الفاعلين الحقوقيين والجمعويين بالمنطقة يتدارسون إمكانية نقل احتجاجاتهم صوب العاصمة الرباط في المقبل من الأيام، موضحا أن الوقفة شملت كذلك رسائل توعية لنساء المنطقة من أجل الحرص على تتبع كافة مراحل الحمل بالمركز الصحي. وكانت منطقة إملشيل شاهدة على عدد من وفيات الحوامل في مرحلة مخاض أو بعد إجراء عمليات قيصرية لهن، بالإضافة إلى وفيات في صفوف المواليد؛ وهي الأحداث التي عزتها الساكنة إلى "غياب دار للأمومة مجهزة، وكذلك بعد المسافة الفاصلة بين المنطقة وبين أقرب مستشفى إقليمي، لتتوفى النساء ومواليدهن داخل سيارات الإسعاف".