درست علم البصريات في فرنسا، لكن سحر القفطان سرقها منه وأخذها إلى عالم الموضة والأزياء، فوصل صيتها إلى أوروبا وأفريقيا والعالم العربي، وتوجت سفيرة للفن والثقافة. لم يأت انتقال سهام الهبطي من علم البصريات إلى عالم الأزياء التقليدية صدفة؛ فقد ورثت حب المهنة من والدتها التي تعمل مصممة أزياء تقليدية مهدت لها الطريق لتصبح إحدى أشهر مصممات أزياء فنانات الشرق الأوسط. تقول الهبكي في حديث لهسبريس: "مجال تصميم الأزياء لم يكن غريبا عليّ؛ لأني تنفست هواه منذ الصغر وترعرعت على التصاميم والألوان، عندما اتخذت قراري شجعتني والدتي على تعزيز هذه الموهبة بالدراسة، فانخرطت في أحد المعاهد المتخصصة في فن تصميم الأزياء العصرية". هذا المزيج بين دراسة الأزياء العصرية والتشبع بإرث القفطان التقليدي جعل من تصاميم سهام علامة خاصة بها، فانطلقت قوية من خلال المشاركة في أكبر تظاهرة لعرض "القفطان". وعلى الرغم من وصول تصاميمها إلى العالمية، لم تتخل المصممة المغربية على نصائح والدتها. وعلقت على ذلك بالقول: "والدتي قدوتي في مجال تصميم الأزياء، فهي لديها خبرة كبيرة في مزج الألوان، ولا يمكن أن أطرح تشكيلة دون العودة إليها لتضع بصمتها عليها". ظلت الهبطي تخاطب بتصاميمها كل نساء العالم، بغض النظر عن الطول والوزن والشكل، وتجعل من كل قفطان تحفة فنية تجمع بين الابتكار مع الحفاظ على أصالته، والاستلهام من الثقافة المغربية، والتجربة الشخصية في مسايرة موضة كل المواسم. وتقول في هذا السياق: "المغرب غني بثقافاته، وهو ما نظهره للعالم من خلال التصاميم، لكن بإدخال قصات ولمسات عصرية تواكب الموضة". وردا على كل الانتقادات التي تشكك في مغربية القفطان، قالت: "المغرب غني بثقافاته، ساهمت فيها الفتوحات الإسلامية التي عرفها، لكن المغرب طور ثقافته ووصل بها إلى العالمية". بعد عودتها من بريطانيا حيث لمعت تصاميمها في سماء لندن، تستعد الهبطي اليوم لتقديم آخر إبداعاتها بكل من باريس، دبي، وروسيا، قبل أن تعود إلى للمشاركة في تظاهرة القفطان المغربي بالمملكة حيث كانت بداياتها الأولى من خلال المشاركة بإبداعات تحمل عنوان "السلام".