وقعت صباح الاثنين 13 يونيو الجاري حادثة سير خفيفة بالرباط بين سيارة أجرة من الصنف الثاني (طاكسي صغير) والترامواي وسط المدار المتواجد أمام محطة القطار المدينة بشارع محمد الخامس. وقد تسببت هذه الحادثة في عرقلة سير العربات في جميع الاتجاهات، وكذا عبور الراجلين لمدة غير يسيرة في انتظار إجراء المعاينة وإتمام الإجراءات الواجب اتخاذها، لتحديد المسؤول عن هذا الحادث، حيث سد الترامواي الطريق في وجه العربات في الاتجاهين، الأمر الذي دفع معظم السائقين إلى استعمال ممر الترامواي للعبور.. وبصيغة أخرى، أقدمت سيارة أجرة قاصر على تقبيل مواطن أجنبي حديث الإقامة بالعاصمة يدعى الترامواي، وذلك في الشارع العام على مرآى من عموم السائقين والراجلين، حوالي الساعة العاشرة صباحا من يوم الاثنين 13 يونيو الجاري قبالة محطة القطار المدينة بشارع محمد الخامس. وقد أثارت هذه القبلة فضول العديد من المارة الذين هرولوا إلى عين المكان لمعاينة القاصر والأجنبي في وضعية الغرام هاته. فيما أثارت حفيظة حراس الأخلاق الرافضين لأي انفتاح على الآخر، غير المؤمنين بتلاقح الحضارات وحوار الشعوب والزواج المختلط... ومن جانب آخر حملت جمعيات الدفاع عن حقوق العربات القاصرات في الأسبقية، مسؤولية الحادث إلى الأجنبي متهمين إياه بالتغرير بسيارة الأجرة القاصر، ودعت إلى رفع دعوى قضائية ضد البلد المصدر لهذا النوع من وسائل النقل باعتبارها لا تراعي خصوصيات البلدان المستقبلة، وخاصة الفوضى في الطرق واعتماد قانون سير يقوم على مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان"، وهو القانون الذي يجرمه الموطن الأصلي للترامواي. إلى ذلك قرر بعض الانتهازيين من محترفي "الخواض" في المجال السياسي نقل هذه الواقعة المريبة حسبهم إلى قبة مجلس الشعب للمناقشة واتخاذ القرار قصد جلب أصوات ناخبين تائهين، وتنظيم حملات انتخابية سابقة لأوانها.. وفي اتصال بأحد المؤرخين لسيرة الترامواي في العالم العربي اعتبر الحادثة عادية ولا تستحق كل هذه الضجة الإعلامية، وأعطى مثالا بحوادث الترامواي في مصر الشقيقة قبل قرنين من اليوم، وبالتحديد أواخر تسعينيات القرن 19.