مع انطلاق الاحتفالات بمناطق متعددة بمدينة مراكش، يوم أمس الجمعة، على بعد يومين من انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف "كوب 22"، رفرف علم إسرائيل بعاصمة يوسف بن تاشفين بين أعلام دول العالم بالقرية المخصصة لاحتضان أشغال التظاهرة العالمية بباب إغلي. ولاقى خبر رفع العلم الإسرائيلي في دولة عربية استنكار فعاليات المجتمع المدني، الذين لم يتوانوا عن التعبير عن غضبهم من الحدث الذي اعتبروه يمس بصفة مباشرة عروبتهم وانتماءهم إلى القضية الفلسطينية، إضافة إلى رفضهم القاطع لياسة إسرائيل. مصدر رسمي مغربي من المكلفين بمتابعة التحضير للمؤتمر، رفض كشف هويته، علل الأمر بكون القرية التي تحتضن فعاليات "كوب 22" هي فضاء أممي، لا دخل للسلطة المغربية فيه، باعتباره منطقة تدبر شأنها منظمة الأممالمتحدة، كمنظم للمؤتمر العالمي حول المناخ. وربطت هسبريس الاتصال بفاعلين حقوقيين وجمعويين لاستقاء آرائهم حول حضور العلم الإسرائيلي بدولة عربية تناصر القضية الفلسطينية وتعتبر الكيان الصهيوني مجرم حرب، وتضم فعاليات مدنية بمشارب فكرية وسياسية متنوعة، تقاطع الدولة التي اغتصبت فلسطين. الطاهر الشريف، فاعل جمعوي بمدينة سبعة رجال، شجب حضور العلم المذكور بين الأعلام التي ترفرف بالقرية الأممية، "باعتبار إسرائيل دولة جوهرها هو تخريب الحجر والبشر والشجر، ورائدة في تدمير البيئة"، على حد قوله. واسترسل المتحدث ذاته، مقدما نماذج من الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني، كمختبرات إنتاج القنابل والأسلحة المدمرة للأرض وسكانها، ومنها الفسفور الأبيض، مشيرا إلى "استغلال واستنزاف وتدمير الموارد البحرية والشواطئ الفلسطينية، ما يؤدي إلى تدهور الثروة والبيئة البحرية الفلسطينية، بسبب محطات تحلية مياه البحر، والتوسع في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي مقابل الشواطئ الفلسطينية؛ ما قد يمهد لكارثة بيئية ذات بعد اقتصادي مدمر". وتساءل الشريف عن مدى مشروعية حضور هذا العلم رغم كل ما تشكله دولة إسرائيل من تهديد للعالم الأخضر واليابس وللبشر والحجر، حسب تعبيره، مطالبا المجتمع المدني بالمدينة الحمراء وباقي الحواضر والبوادي بالتحرك للتعبير عن استنكار تواجد الكيان الصهيوني بالمغرب. خديجة أبناو، العضو بالمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أوضحت لهسبريس أن الموقف المبدئي للتنظيم الحقوقي الذي تنتمي إليه هو رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وزادت المناضلة الحقوقية أن الجمعية المذكورة تطالب إلى جانب شبكة الرافضين للتطبيع بسن قوانين تجرم ذلك، ثم أدانت تواجد دولة إسرائيل ضمن فعاليات مؤتمر المناخ. وتمنت الفاعلة الحقوقية ذاتها أن يتم الاقتناع من طرف المشاركين ب"كوب 22" برفع شعارات تندد بتواجد الكيان الصهيوني وعلمه بسماء مدينة مراكش في المسيرة المزمع تنظيمها بالقرية الأممية.