يتواصل مسلسل شد الحبل بين المكتب النقابي لمهنيي قناة "ميدي 1 تي في" الإخبارية وبين الرئيس المدير العام للقناة حسن الخيار، بعد القرار الذي أصدره هذا الأخير والقاضي بطرد مقدم النشرات الإخبارية أنس طموح؛ وهو القرار الذي اعتبره المكتب "تعسفيا" وجزءا من الممارسات الممنهجة ضد العاملين بالقناة. وعبّر المكتب المنضوي التابع للاتحاد المغربي للشغل، في بلاغ له توصلت هسبريس بنسخة منه، عن تضامنه مع الصحافي المذكور، مؤكدا أنه لا يتحمل مسؤولية الخطأ الذي وقع خلال تقديمه لنشرة إخبارية، ومعتبرا أنه جاء "كنتيجة لتداخل عدد من الأسباب التنظيمية والتقنية، ناهيك عن تبعات التحول إلى النظام الجديد "داليت"، والضغط النفسي الممارس على كافة المهنيين"، حسب تعبير البلاغ. المكتب النقابي لصحافيي القناة التلفزيونية اعتبر القرار "واحدا من أساليب الرقابة البوليسية، ونهج سياسة الترهيب، والتسويف، وتصيد الأخطاء، والتشهير"، ودعا الإدارة إلى العدول عنه محملا إياها، وعلى رأسها حسن خيار، مسؤولية التعنت والإصرار عليه، قبل أن يعلن تشبثه ببرنامجه النضالي المفتوح على جميع السيناريوهات، "بغية تحقيق مطالبه الجماعية المشروعة؛ وعلى رأسها مطلب الكرامة"، وفق تعبيره. وأكد مصدر من داخل القناة، التي تعيش حالة من الاحتقان والتوتر منذ تعيين خيار في منصب الرئيس المدير العام، أن القرار المتخذ في حق طموح لا يعدو كونه "أسلوبا للتخويف ينهجه خيار من أجل زرع الخوف في صفوف أعضاء المكتب النقابي من أجل التنازل عن حقوقهم المشروعة". وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، بالقول: "خيار يرفض العمل النقابي داخل القناة، وعبّر عن ذلك من قدومه.. لقد أخبر الجميع أنه يريد تحويل القناة إلى ثكنة عسكرية يسير الجميع فيها بأوامر". ومباشرة بعد علمهم بفصل زميلهم من عمله بسبب ما اعتبرته إدارة القناة "خطأ مهنيا" ارتكبه طموح خلال تقديمه لنشرة تلفزيونية صبيحة يوم السبت الماضي، انخرط عدد من صحافيي القناة في حملة تضامنية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" للتنديد بالقرار. ونشر العديد من العاملين بالقناة، التي يقع مقرها بطنجة، على صفحاتهم الفايسبوكية هاشتاغ يحمل عبارة "كلنا أنس طموح" و"كلنا ميدي1 تيفي"؛ فيما اختار يوسف بلهيسي، مقدم برامج إخبارية بالقناة، التعبير عن تضامنه بتوجيه اقتراح إلى المسؤول الأول عن القناة بالقول: "أقترح عليك ''طحننا'' جميعا عبر طردنا من المؤسسة التي حملناها على أكتافنا طيلة 10 سنوات". من جانبه، عبّر أنس طموح، الذي أبلغ بقرار طرده من القناة عن رفض للعقوبة الصادرة عن الإدارة، موضحا موقفه عبر تدوينة على صفحته الرسمية بفايسبوك، كتب فيها: "تم اليوم إبلاغي بقرار طردي التعسفي في حقي.. لا لسياسة التسويف والإرهاب والطرد التعسفي التي تنهجها الإدارة الجديدة للقناة.. كلنا ضد القهر والحكرة.. طحنونا كاملين". وفي اتصال هاتفي معه أكد طموح أن "القرار لم يتم الإمضاء عليه ولم يخرج بعد إلى حيز الوجود"، مشيرا إلى أنه توصل بإشعار بارتكابه لخطأ مهني، يضعه أمام خيارين يتمثل الأول في الخروج من القناة والحصول على مستحقاته أو الطرد بشكل نهائي؛ وهو ما اعتبره المتحدث ذاته محاولة للترهيب من لدن الإدارة. من جهتها، نفت الإدارة العامة لقناة "ميدي 1 تيفي" ما اعتبرتها "مزاعم افترائية" ردا على أوردتها بعض المواقع الإلكترونية بخصوص تسريح أحد صحافيي القناة، موضحة أن الأمر يتعلق باتخاذ إجراء عقابي وفقا للقانون الجاري به العمل بعد تكليف لجنة خاصة بالاستماع إلى الصحافي المعني بعد ارتكابه خطأ تحريريا. وأكدت إدارة القناة، في بلاغ نشرته على الموقع الإلكتروني للقناة، أن قرار طرد الصحافي اتخذ في احترام تام لقانون الشغل، مضيفة أن الصحافي المعني أنس طموح يبقى ضمن قسم التحرير.