حذر المكتب النقابي لمهنيي "ميدي 1 تي في"، إدارة القناة، من "مغبة الاستمرار في تبني أسلوب الرقابة البوليسية، ونهج سياسة الترهيب، والتسويف وتصيد الأخطاء والتشهير" على خلفية طرد الصحافي بالقناة أنس طموح، على خلفية خطأ وقع في نشرة إخبارية قدمها صبيحة السبت الماضي، تبين بعد إجراء التحريات أنه جاء نتيجة لتداخل عدد من الأسباب التنظيمية والتقنية". ودعا المكتب في بلاغ توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، "إدارة القناة إلى العدول عن قرار الطرد، محملا إياها مسؤولية تعنتها وإصرارها عليه". واعتبر المكتب النقابي، أن القرار "تعسفي وغير مبرر، ولا ينسجم مع طبيعة الخطأ وسياقه وحيثياته، كما لا يشكل حالة معزولة بل ينضاف إلى سلسلة من الحوادث الممنهجة، التي راح ضحيتها عدد من العاملين، في عهد الإدارة الجديدة" يقول البلاغ.. وجدد المكتب، "التأكيد على أن المدخل لضمان جودة المضامين يمر بالأساس عبر احترام التخصصات، وضخ دماء جديدة في القناة، وجلب الخبرة الخارجية، واستقطاب أصحاب التجربة في التلفزيون، لتعزيز الموارد البشرية الداخلية، المشهود لها بالتميز والكفاءة والاحترافية"، مسجلا "أن شبكة برامج القناة تشهد تضخما غير مسبوق؛ "فبالإضافة إلى المواجيز الإخبارية والنشرات المفصلة، التي تتوزع ما بين الساعة السادسة صباحا والحادية عشرة ليلا، تم إطلاق ما لا يقل عن اثني عشر برنامجا جديدا، دون أن تتوفر الشروط التنظيمية والبشرية والمهنية لإنجاحها" وفق البلاغ ذاته. وأضاف البلاغ، أن "شبكة البرامج الجديدة، صارت تشكل عبئا حقيقيا على المهنيين في مختلف الأقسام، كما أصبح الإنتاج اليومي لا يراعي شروط الجودة والمعايير المهنية؛ نظرا للخصاص الحاد في الموارد البشرية، والمراهنة على الكم، وغياب التكوين المستمر، وانعدام ثقافة الاعتبار، وعدم تقدير المجهودات الاستثنائية للمهنيين". وأكد المكتب، أنه يجدد العهد، "لمواصلة برنامجه النضالي، المفتوح على جميع السييناريوهات، بغية تحقيق مطالبنا الجماعية المشروعة؛ وعلى رأسها مطلب الكرامة" يقول البلاغ ذاته. وكانت إدارة قناة "ميدي 1 تي في" قد أقدمت على طرد أحد صحافييها بسبب خبر حول الملك محمد السادس، في موجز إخباري يوم السبت الماضي. وأوضح مقدم الأخبار، الصحافي أنس طموح، أنه تم إبلاغه الخميس بقرار الطرد، معتبرا أن هذا القرار يمثل "طردا تعسفيا في ظل سياسة التسويف والإرهاب التي تنهجها الإدارة الجديدة للقناة". وقال في اتصال مع جريدة "العمق"، إن ما وقع هو أن نظام عرض الأخبار أمام المذيعين بالقناة وقع به مشكل، ما جعله يقرأ خبرا يوم السبت الماضي حول أداء الملك لصلاة الجمعة بتنزانيا، رغم مرور يوم على النشاط. وأضاف أن الذي يتحمل هذا الخطأ هو النظام التقني المعتمد في عرض الأخبار داخل القناة، مشيرا إلى أن جل العاملين بالقناة يشتكون من هذا النظام، معتبرا أن هذه الحادثة لا تستلزم قرارا بالطرد باعتبارها خطأ عاديا يمكن أن يقع. وتابع قوله: "قانون الشغل ينص على التدرج في العقوبات، وسجلي المهني لا يحتوي على أي خطأ"، معلقا على طرده بالقول: "كلنا ضد القهر والحكرة.. طحنونا كاملين". واعتبر أنس طموح أن "هناك سياسة تصفية تمارسها الإدارة الجديدة، بعدما كنا ننتظر منها الإصلاح"، مشيرا إلى أن الإدارة جاءت بأسلوب ترهيبي وارتجالي في التعامل مع أطر القناة، حسب قوله. وفي تعليق له على الموضوع، قال الصحافي بقناة "ميدي 1" يوسف بلهايسي، إن القناة اتخذت قرارا تعسفيا بفصل الصحافي ومقدم الأخبار أنس طموح في استهداف جديد للعاملين والإعلاميين. وأضاف في تدوينة تضامنية مع زميله في القناة: "في إطار التضامن مع زميلنا الذي طرد تعسفيا ظلما وعدوانا، نقترح على السيد الرئيس المدير العام للقناة ''طحننا'' جميعا عبر طردنا من المؤسسة التي حملناها على أكتافنا طيلة 10 سنوات".