ما زالت بعض الأسر والعائلات بمدينة العيون تبحث عن أفرادها المفقودين الذين باغتتهم مياه وادي "الساقية الحمراء"، ليظلوا مجهولي المصير، وتظل عائلاتهم تنتظر جديد أخبارهم بنفسية مهزوزة ودموع لا تنضب. زهرة من الدويرات بمدينة العيون، زوجة المفقود منذ ليلة الأحد حيدا محمد البالغ من العمر 52 سنة، قالت لجريدة هسبريس الإلكترونية إن عناصر الدرك والوقاية المدنية ما زالوا يبحثون عن زوجها، مشيرة إلى أن مروحيات تساهم في عملية البحث. وبصوت بالكاد يسمع، أفادت المتحدثة بأن زوجها غاب منذ يوم السبت وانقطعت أخباره، وأنها تعيش في قلق وحزن كبيرين رفقة أبنائهما الخمسة، دون أن تعرف حقيقة مصيره، مشيرة إلى أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى المدينة بعد أن كانت السبل مقطوعة. وبدموع منهمرة، تقول زوجة المفقود صلوح العربي إن زوجها لم يعد إلى البيت، متابعة: "ما عرفناه واش ميت ولا حي"، واستنكرت الزوجة المكلومة "عدم قيام المسؤولين بإعلام المواطنين بأن الوادي سيفيض بمياهه"، متسائلة بمرارة: "لماذا لم يعلموا المواطنين حتى يبتعدوا عن المجرى وجنباته". وأبرزت المتحدثة أنهم لا ينامون الليل، ولا يهنؤون بالنهار، مناشدة المسؤولين بالقول: "عتقوهم الله يرحم ليكم الوالدين"، تختم زوجة العربي صلوح كلامها. ولا زالت عناصر القوات المسلحة الملكية، مصحوبة بمروحيات عسكرية، تمشط المنطقة بحثا عن جثث أو مواطنين معزولين بسبب مياه الوادي، وفق مصادر محلية خاصة بجريدة هسبريس الإلكترونية. من جهة أخرى، عرفت حركة السير والجولان بعض الانفراج عقب أيام من توقف المركبات والشاحنات الناقلة للمواد الغذائية؛ حيث أعلنت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك أنه بعد انخفاض منسوب المياه بوادي الساقية الحمراء وتدخل فرق التتريبات التابعة للوزارة، فقد أعيد فتح الطريق الوطنية رقم 14 الرابطة بين طانطان والسمارة، صبيحة اليوم الخميس، في وجه حركة المرور. وأفادت الوزارة بأن الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين طانطانوالعيون ما زالت مقطوعة في وجه حركة المرور في انتظار تراجع منسوب المياه بوادي الساقية الحمراء عند مدخل مدينة العيون، مشيرة إلى أن تحويل الاتجاه ممكن عبر الطريق الوطنية رقم 14 بين طانطان وبوكراع، والطريق الوطنية رقم 5 بين بوكراع والعيون.