سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهلال الأحمر المغربي ينخرط في إغاثة المتضررين من الفيضانات تقديم مساعدات غذائية عبر الجو للسكان بمنطقة تغدوين بإقليم الحوز
أمطار قوية مرتقبة بالعديد من المناطق ابتداء من يوم غد الخميس
ذكر بلاغ للهلال الأحمر المغربي أنه على إثر الفيضانات التي شهدتها بعض جهات وأقاليم المملكة، وتبعا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أصدر تعليماته للسلطات المختصة قصد اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتقديم كل أشكال الدعم للسكان المتضررين في الفيضانات التي تضرب المملكة، أمرت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامليكة، رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي بتعبئة كل الإمكانات المتاحة، قصد الاستجابة لحاجيات المتضررين من هذه الفيضانات. وأبرز البلاغ، الذي توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أمس الثلاثاء، أن العملية الاستعجالية الأولى شملت إقليمي ورززات وتنغير، حيث جرت توزيع بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية مواد غذائية وأغطية لفائدة 700 عائلة متضررة. كما انخرط الهلال الأحمر المغربي، يضيف البلاغ نفسه، في اللجان الإقليمية والمحلية لتتبع وتقييم حجم الحاجيات والاستجابة لها عند الضرورة. من جهة أخرى، جرت تعبئة مروحيتين تابعتين للدرك الملكي، أمس الثلاثاء، من أجل نقل مساعدات غذائية للسكان المنكوبين بفعل السيول التي شهدتها الجماعة القروية تغدوين (دائرة توامة بإقليم الحوز)، حسبما علم لدى السلطات المحلية. وأوضح المصدر ذاته، أن المروحيتين تقومان بشكل متواصل، وحسب الظروف المناخية، بإيصال المواد الغذائية لسكان 649 منزلا، موزعين على 15 دوارا بهذه الجماعة القروية الواقعة بمنطقة ذات تضاريس جبلية. وتعرضت المنطقة، نهاية الأسبوع المنصرم، لسيول استثنائية بالعديد من الأودية ومجاري المياه، خاصة واد زات، الذي عزل الجماعة عن الطرق والمسالك المؤدية إليها. وكانت السلطات المحلية ولجان اليقظة بإقليم الحوز تعبأت، منذ ليلة الجمعة - السبت الماضيين، لمواجهة هذه السيول الاستثنائية بالعديد من الأودية ومجاري المياه الناجمة عن التساقطات المطرية القوية التي شهدتها المنطقة. وتسببت السيول التي همت واد زات (دائرة آيت ورير) وواد أوريكة (جماعة اثنين أوريكة) في انقطاع حركة المرور على مستوى بعض القناطر والعديد من المحاور الطرقية، إلى جانب انهيار عدد من المنازل. وكإجراء احتياطي، قامت لجان اليقظة (عمالة الإقليم، مصالح التجهيز، الوقاية المدنية، الدرك الملكي، القوات المساعدة)، التي جرى تشكيلها على مستوى جميع الدوائر الواقعة في المناطق المهددة بخطر السيول، بإجلاء سكان المنازل الواقعة بالقرب من الأودية، التي خرجت مياهها عن مجراها. وحسب السلطات المحلية، فإنه بالإضافة إلى المنازل التي انهارت، ألحقت هذه الفيضانات أضرارا بالعديد من القناطر الصغيرة على واد أوريكة وواد زات، دون أن تخلف ضحايا في الأرواح. وارتباطا بأحوال الطقس، أفادت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أمس الثلاثاء، أن اضطرابا جويا جديدا مصحوبا بأمطار سيهم، ابتداء من يوم غد الخميس، السهول الأطلسية الشمالية والوسطى ليمتد يومي الخميس والجمعة لوسط وجنوب شرق البلاد وشمال الأقاليم الجنوبية. وأوضح بلاغ للمديرية أن هذه التساقطات ستكون على شكل زخات معتدلة إلى قوية يومي الخميس والجمعة بكل من السهول الأطلسية الممتدة من طنجة إلى سيدي إفني، وستكون محليا قوية وعاصفية على الخصوص فوق مناطق عبدة والشياضمة والحوز وسوس ومرتفعات الأطلس الصغير والكبير وجنوب شرق البلاد، وقد تصل فيها التساقطات إلى 120 ملم خلال 24 ساعة. وأضاف أن الرياح ستكون معتدلة إلى قوية في السواحل الأطلسية والجنوب الشرقي للبلاد وقد تتجاوز 60 كلم في الساعة، مشيرا إلى أن هذا الاضطراب سيرافقه انخفاض في درجات الحرارة وتساقطات ثلجية مهمة فوق مرتفعات الأطلس التي تتجاوز 1700 متر. أما البحر، فسيكون كثير الهيجان في السواحل الأطلسية مع علو الأمواج من 5 إلى 7 أمتار خاصة يومي الجمعة والسبت. ومن المنتظر أن تستمر الأمطار بالمملكة إلى غاية يوم الاثنين المقبل. ودعت المديرية، في هذا الصدد، جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم المخاطرة قرب الوديان والمنحدرات والشواطئ. الأسر المتضررة من آثار الأمطار تحصي خسائرها المادية استمرار البحث عن 6 مفقودين وفتح جل الطرق المقطوعة تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن المفقودين الستة، الذين جرفتهم سيول الفيضانات والأمطار الاستثنائية، التي خلفت إلى حدود الآن، حسب حصيلة مؤقتة، مصرع 32 شخصا، بينهم 24 بإقليم كلميم. وعبأت السلطات مروحيات من أجل إجلاء بعض الأسر المحاصرة، ومد أسر أخرى منكوبة بمساعدات غذائية، خاصة في منطقة الحوز، وجهة سوس ماسة درعة. ومكنت عمليات التدخل الجوية وعلى الأرض، التي باشرتها فرق الإنقاذ في الوقت المناسب، من إغاثة 214 شخصا في حالة خطر، 40 منهم جرى إنقاذهم بواسطة مروحيات تابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي. وبعد توقف هطول الأمطار القوية، وانخفاض منسوب مياه الأودية، شرعت الأسر المتضررة في إحصاء خسائرها المادية. ومن أجل إعادة فتح المحاور الطرقية المتضررة في وجه حركة السير، عبأت وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك جميع مصالحها المختصة، للعمل بتنسيق مع السلطات المحلية، على إحصاء الأضرار المسجلة، والتدخل بشكل فوري لإعادة فتح المحاور الطرقية المتضررة ولو بشكل مؤقت في وجه حركة السير، ثم مباشرة الإصلاحات اللازمة لإصلاح الأضرار. وقدر خالد العبدلاوي، نائب مدير مديرية الطرق بوزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، نسبة إعادة فتح الطرق في وجه حركة السير بالطرق المتضررة، بما يقارب 90 في المائة، مشيرا إلى أن بعض هذه المقاطع فتحت بشكل مؤقت، وبوشرت فيها عمليات إصلاح الأضرار الكبيرة المسجلة. وأوضح العبدلاوي، في تصريح ل"المغربية"، أن الأولوية في التدخلات أعطيت لفك الحصار عن السائقين والمواطنين، الذين كانوا محاصرين في المحاور الطرقية، وبالتالي، كانت الأولوية إخراجهم من منطقة الخطر، قبل التجند للإصلاحات اللازمة. وذكر العبدلاوي أن لجنة داخل وزارة النقل تشكلت لمتابعة عمليات إصلاح المقاطع الطرقية المتضررة، وإعادة فتحها في وجه حركة السير بشكل سريع، مشيرا إلى تجند لجنة أخرى على مستوى مديرية الطرق بالوزارة، تعمل ليل نهار بتنسيق مع المديريات الجهوية والإقليمية التابعة للوزارة، من أجل متابعة كافة التطورات وتنسيق عمليات التدخل والدعم بالآليات والتجهيزات اللازمة، قصد توحيد الجهود لإعادة حركة السير إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن. وأفاد نائب مدير مديرية الطرق أن هناك طرقا وطنية أعيد فتحها في اليوم ذاته للفيضان (الطريق الوطنية ما بين مراكش والقلعة)، مشيرا إلى أن التدخلات كانت كثيرة ومتعددة، أعطيت فيها الأولوية لحجم الأضرار المسجلة. وأوضح أن الطريق الوطنية رقم 9 تضم مقطعين، الأول بين مراكش وورزازات، وشهد دمار جزء منه يقدر ما بين 200 و300 متر بسبب فيضان واد لغدات، وأضاف أن الأشغال الجارية مكنت من بناء ممر محاذي للمقطع المتضرر، لتستأنف حركة السير به مؤقتا، في انتظار إصلاحه بشكل جيد. أما المقطع الثاني من الطريق ذاتها الرابط بين زاكورة والمحاميد، يضيف العبدلاوي، فتضرر هو الآخر بفعل فيضان أحد الأودية، الأمر الذي يحتم انتظار انخفاض منسوب المياه، بغرض تقييم الأضرار، قبل استئناف حركة السير. ومن التدخلات الأخرى، أعلن العبدلاوي أنها همت الطريق الوطنية رقم 13 بين أرفود والريصاني، والطريق الوطنية رقم 12 بين طاطا وفم زكيد، والطريق الوطنية رقم 14 بين الساقية الحمرا والسمارة، والطريق الجهوية رقم 702 عند النقطة الكلمترية 88 قرب واد زيز، مؤكدا أن حركة السير استأنفت فيها بعد إصلاح الأضرار المسجلة.