على غير عادتها، تعيش مؤسسة البعثة الفرنسية بمدينة الداخلة حالة من الاستنفار غير المعهودة، بعد اعتقال عامل صيانة لديها، لاتهامه بالتورط في اغتصاب طفل ذي خمس سنوات من عمره، يدرس في أقسام البعثة الفرنسية. وقد عمد عديد من أولياء أمور التلاميذ إلى التوجه من أجل إجراء خبرة طبية على أبنائهم، مخافة تعرضهم لحالات اغتصاب من لدن الجاني. وبالموازاة مع تأجيل مرور المتهم، وهو شاب صحراوي ذو 26 ربيعا ومتزوج وأب لطفلين، أمام أنظار القاضي بغرفة الجنايات لمحكمة الاستئناف بالعيون إلى اليوم السبت، عقد آباء وأمهات وأولياء تلاميذ "البعثة الفرنسية" مساء الجمعة لقاء عاجلا داخل المؤسسة للاحتجاج على فضيحة اغتصاب طفل الخمس سنوات، خاصة أن الجاني كان يتكفل بمرافقة تلاميذ المراحل الدراسية الأولى إلى المراحيض، بطلب من الأطر التربوية للمؤسسة. ويهدد الآباء المعنيون بتوقيف الدراسة احتجاجا على سكوت إدارة "البعثة الفرنسية" بالداخلة، خاصة بعدما تناهى إلى علمهم أن الجاني كان يرافق الأطفال إلى المراحيض بشكل غير قانوني باعتباره مجرد عامل صيانة؛ وهي التحركات التي كان تجري بطلب من الأطر التربوية وبعلم من الإدارة. وعلمت هسبريس أن عددا من أولياء التلاميذ تعرضوا للصدمة واختاروا التوجه إلى مختلف المصالح الطبية الخاصة بالأطفال بالمدينة، من أجل إجراء خبرة طبية على أبنائهم مخافة أن يكون جرم الجاني قد طالهم، خاصة بعدما كشفت جمعية "ماتقيش ولدي لمحاربة البيدوفيليا" عن وجود حالات أخرى لاغتصاب أطفال داخل بناية البعثة الفرنسية بالداخلة، "من خلال بعض الشهادات تبين أن للجاني علاقة بفضائح اغتصاب أخرى؛ لكن الأطر التربوية ومعها أولياء الأمور متكتمة خوفا من الفضيحة ومن المساس بسمعة المؤسسة الفرنسية". وبعد بلوغ الفضيحة إلى الرأي العام، في وقت عمدت فيه بعض المصالح إلى التكتم بداعي "سرية المعلومات"، عرفت جريمة اغتصاب طفل الخمس سنوات تعاطفا كبيرا من لدن سكان الداخلة وكذا من مصالح عمومية، بما فيها إدارة وطاقم المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بالمدينة، ومعها مركز رصد العنف ضد الأطفال والنساء، الذين قاموا بتحريك الملف قضائيا، إثر الخبرة الطبية التي أنجزتها لجنة تضم طبيبة للأطفال وطبيبا جراحا للأطفال ورئيس لجنة الشواهد الطبية بجانب مدير المستشفى. وتعود تفاصيل القضية إلى منتصف الشهر الجاري، حين اكتشفت والدة الطفل رضوضا على مستوى شرجه وهي تهم بتغيير حفاظاته، بجانب إفرازه لسائل غير طبيعي؛ وهو ما دفعها إلى اللجوء إلى طبيب الأطفال ثم بعد ذلك إلى إحدى الجمعيات النشيطة في محال محاربة البيدوفيليا بمدينة الداخلة. وتوجهت أصابع الاتهام إلى شاب يشتغل في المؤسسة التعليمية التابعة للبعثة الفرنسية بالمدينة، وهو عامل صيانة ويقوم في الوقت ذاته بمرافقة الأطفال إلى المراحيض بطلب من الطاقم التربوي للمؤسسة، وهو حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي منذ أول أمس الأربعاء، في انتظار مروره أمام أنظار القضاء بغرفة الجنايات باستئنافية العيون، غدا السبت.