تعود مدينة الداخلة لتهتز هذه الأيام على وقع فضيحة جنسية ضد الأطفال، بطلها سائق حافلة لنقل تلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، والضحية طفل يعاني من إعاقة في النطق ويبلغ من العمر 8 سنوات، بعد عام على واقعة مماثلة تورط فيها سائق حافلة لنقل تلاميذ المؤسسة التعليمية التابعة للبعثة الفرنسية، الذي اغتصب طفلا لم يتجاوز خمس سنوات من عمره. ومثل، اليوم الخميس، شاب مغربي ينتمي إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، أمام أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالعيون، بعد اعتقاله بتهمة "هتك عرض قاصر"، حيث من المرتقب أن يمر غدا الجمعة على أنظار قاضي التحقيق، بعد الاستماع إلى الأطراف والتحقق، عبر الضحية والخبرة الطبية وشهادات التلاميذ، من أن الجاني هو الشاب الصحراوي ذاته. واكتشفت والدة الطفل المعاق، الذي يتابع دراسته في إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة التابعة لجمعية تهتم بشؤون الأطفال في وضعيات إعاقة، آثارا للدم على مستوى ملابس الضحية يوم الاثنين الماضي. ووفقا للمعطيات التي توصلت بها هسبريس من أُسرة الضحية، فإن الأخير تعرض للاغتصاب الشنيع من دبره داخل سيارة النقل المدرسي من لدن الجاني، أثناء قيام الأخير بمهامه في إيصاله إلى بيت أسرته بعد زوال مطلع هذا الأسبوع. وسارعت وقتها الأسرة إلى تبليغ الشرطة وإجراء الخبرة الطبية والاستماع إلى الضحية وعدد من الشهود من التلاميذ، الذين أكدوا الواقعة بعد حديثهم إلى خبير في التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. أخت الضحية تحكي تفاصيل الواقعة في تصريح لهسبريس: "يوم الاثنين بعد خروج أخي من التاسعة صباحا للالتحاق بالجمعية، انتظرنا رجوعه المعتاد على الساعة ال12 والنصف زوالا؛ لكنه تأخر واستقدمه سائق الحافلة الخاصة مع الرابعة بعد الزوال، لنكتشف أن وضعية أخي لم تكن عادية، حيث ارتفعت درجة حرارته وتغيّر لون وجهه". وتضيف المتحدثة: "بعد قليل، صدمت أنا ووالدتي بوجود دماء في سروال أخي، لنتعرف فيما بعد أنه وقع ضحية اغتصاب وحشي"، مشيرة إلى أن الأسرة قررت التوجه به إلى مستشفى الحسن الثاني بالداخلة، "طلبوا منا التوجه على عجل إلى الشرطة من أجل تحرير محضر وإجراء خبرة طبية لأن الأمر تعلق بجريمة"، لتشدد على أنه بعد محاورة الطفل الضحية "توصلنا إلى أن الجاني هو سائق الحافلة". ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن الجاني شاب من ذوي السوابق العدلية في قضايا السرقة باستعمال السلاح الأبيض والسكر العلني في الداخلة، وأنه "قام بتهريب الطفل الضحية إلى إحدى أزقة المدينةبالداخلة ليتوقف دقائق ويشرع في اغتصاب الطفل بعد إغلاق فمه مخافة الصراخ وإنزال سرواله بالعنف"، حسب اعترافات الضحية وشهادات بعض التلاميذ. ودخلت جمعية "ماتقيش ولدي لمحاربة البيدوفيليا" على خط الفضيحة، من أجل المساندة النفسية والمؤازرة في جميع أطوار القضية، حيث أوضحت رئيستها رقية أفغان أن المتهم جرى اعتقاله على الفور ووضع تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث "بعد إجراء الخبرة الطبية التي كانت إيجابية للأسف". وتطالب رقية أفغان، في تصريح لهسبريس، بأن "يأخذ القضاء بعين الاعتبار وضعية الإعاقة التي يعيشها الطفل الضحية والتي استغلها الجاني لتنفيذ جريمته"، مضيفة أن العقاب "يجب أن ينزل على كل من ثبت في حقه ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء.. فلدينا الثقة في القضاء، وأتمنى إنصاف هذه الطفل البريء ليتوقف مسلسل هذه الجرائم". وكانت مدينة الداخلة عاشت على وقع فضيحة مماثلة في أكتوبر من العام الماضي داخل المؤسسة التعليمية التابعة للبعثة الفرنسية، حين اعتقل شاب صحراوي ذو 26 ربيعا، كان يتكفل بمرافقة تلاميذ المراحل الدراسية الأولى إلى المراحيض بطلب من الأطر التربوية للمؤسسة، قبل أن يتم اكتشاف تورطه في اغتصاب طفل يبلغ من العمر خمس سنوات؛ وهو ما أثار موجة غضب عارمة من أجل معاقبة الجاني أشد العقوبات. ودفعت الواقعة آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة التعليمية التابعة للبعثة الفرنسية، وقتها، إلى الاحتجاج على سكوت إدارة المؤسسة، خاصة بعدما تناهى إلى علمهم أن الجاني كان يرافق الأطفال إلى المراحيض بشكل غير قانوني باعتباره مجرد عامل صيانة؛ فيما اختار عدد منهم التوجه إلى مختلف المصالح الطبية الخاصة بالأطفال بالمدينة، من أجل إجراء خبرة طبية على أبنائهم مخافة أن يكون جرم الجاني قد طالهم.