بقدر فرحة ساكنة طنجة بافتتاح المركب الثقافي أحمد بوكماخ، وبقدر الإمكانيات الضخمة التي رُصدت له لتكون مرافقه وتجهيزاته على أعلى المستويات، بقدر ما كانت انتقادات الحدث لاذعة همّت سوء التنظيم والفوضى الشديدة التي وسمت عملية الدّخول إلى المركب في حفل الافتتاح. انتقاداتٌ كان لها النصيب الأكبر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خصوصا؛ حيث وصف الشاعر الطنجاوي خالد الصلعي مشهد فوضى الدخول بالقول: "اختلط شخص مندوب وزارة الثقافة وهو يرفع بطاقة الدعوة بيده عاليا كأيها الناس بين أطفال اصطحبهم آباؤهم لحضور الحفلة. تذكرت باب سينما الريف، أيام الثمانينات وأواخر السبعينات، أيام كان للفرجة متعتها ولذتها؛ حيث كنا نتكدس أمامها للتسابق من أجل أن نحظى بورقة الدخول دون أن نضطر إلى شرائها من السوق السوداء"، في حين علّق آخر قائلا: "المشكل كان في تحويل افتتاح مركز ثقافي إلى نشاط حزبي مع الأسف". من جانبه، علّق المدوّن عبد الله أفتات على ما حدث بالقول: "عند اطلاعي المباشر على فوضى وعشوائية التنظيم، قلت في نفسي متحسرا: رحمة الله عليك أستاذي أحمد بوكماخ، وألف مرحبا بعهد بوكلاخ، ولن نتكلخ". آخرون آثروا أن يتجاوزوا كلّ هذا مفضّلين التركيز على جوهر الفكرة عموما، فكتب متابعٌ للحدث: "المهم ملي فكرو فمركز ثقافي نتمناو يعممو المراكز في كل البلاد، ويديرو مكتبات عمومية ونوادي رياضية. البلاد راها ناشفة وجافة وعلى الحافة". بينما اعتبر البعض أن السبب في العشوائية يرجع أيضا إلى الزوّار؛ إذ كتب معلّق تدوينة جاء فيها: "لا أرى أي مثقف في الصور. الثقافة أخلاق ونظام". يذكر أن التكلفة المادية لمشروع بناء مركّب "أحمد بوكماخ" الثقافي بلغت، إلى حدّ الآن، 52 مليون درهم، ويُرتقب أن تصل التكلفة الإجمالية، بعد تجهيز المعهد الموسيقي سنة 2017، إلى 60 مليون درهم، تمثل 10% من مداخيل مدينة طنجة سنويا