عرف حفل افتتاح المركب الثقافي الجديد الذي أطلق عليه اسم " أحمد بوكماخ " أول أمس السبت بطنجة، حالة من الفوضى والعشوائية وسوء التنظيم حسب تعبير عدد من الحاضرين، وغياب مسؤولي جهات رسمية بجهة الشمال، إضافة إلى عدم تواجد عدد من الفعاليات الفنية والثقافية والإعلامية. المركز الثقافي الذي طال الانتظار لتأسيسه، بعد أن كان سوقا للجملة سابقا، تميز حفل افتتاحه بحضور عمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدلاوي، إضافة إلى بعض رؤساء مقاطعات مدينة طنجة ونوابهم، ك: محمد خيي الخمليشي رئيس مقاطعة بني مكادة ونائبته نعيمة بنعبود، ومحمد بوزيدان رئيس مقاطعة مغوغة، هذا فضلا عن مشاركة الفنان نعمان لحلو، والفنانة المغربية كريمة الصقلي. فبعد كلمة لعمدة مدينة طنجة، تقدمت وداد بنموسى مديرة المركز الثقافي لتلقي كلمتها والتي قالت أن افتتاح هذا المركز لحظة طال انتظارها من طرف ساكنة المدينة مردفة أن المركز سيحتضن لقاءات من قبيل صبحيات تربوية وموائد علمية تذكر بالتاريخ المغربي وتلامس ذاكرة الكاتب أحمد بوكماخ، فيما أدى الفنان نعمان لحلو بعض من أغانيه الشهيرة من قبيل " بلادي يا زين البلدان "، " وحنا ولادك يا تافيلالت "، " دار الضمانة وطريق الزاوية "، " ومراكش يا بهجة الأيام "، " شفشاون يا النوارة "، فضلا عن أغنيته الجديدة " وأي سر فيك يا طنجة "، والتي لقيت تفاعلا من طرف الجمهور الحاضر. هذه الفقرات وأخرى كانت أبرز لحظات حفل افتتاح المركب الثقافي، إلا أنه بالرجوع إلى ما قبل بداية الحفل، فقد شهدت بوابة المركب فوضى وعشوائية بعد أن كان الدخول بالدعوات التي لم توزع بشكل عادل حيث شملها الإنتقاء حسب بعض الحاضرين، كما شهد الدخول للمركب أسلوب الإيماءات، فمن لديه المعرفة بالمشرفين على المركز سيتمكن من ولوجه، فيما الباقي مضطر للتوفر على دعوة لحضور الحفل الافتتاحي. العشوائية تمثلت أيضا في إهانة الحضور أثناء الولوج إلى المركز، في حين ظل النائب الإقليمي لوزارة الثقافة ينتظر لأزيد من عشر دقائق من أجل الدخول، كما لم يتمكن رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام من ولوج بوابة المركز الثقافي إلا بعد تدخل أحد المسؤولين، وقد شوهد تدخل وداد بنموسى مديرة المركز وسعيد كوبريت مدير بيت الصحافة ومحمد أمحجور نائب عمدة مدينة طنجة من أجل تسهيل مأمورية دخول بعض المثقفين والمسؤولين بالمدينة. يقول الكاتب خالد الصلعي الذي كان حاضرا بعين المكان، " اندهشت وأنا انظر لمنظر الشاعرة وداد بنموسى وهي تهرول في الكولوار ، ما الذي حدث ؟ تساءلت مع نفسي. وبعد قليل مرت وهي تمسك بذراع زوجة رئيس اتحاد كتاب المغرب. وحين استفسرت عن الأمر قيل لي ان حراس الأمن منعوها من الدخول بدعوى عدم توفرها على بطاقة الدعوة, لاحظوا الارتجال الى أين يقود، فالرموز الساهرة على الثقافة لا قيمة لها في معبد الثقافة، الأول السيد مندوب وزير الثقافة، والثانية زوجة رئيس اتحاد كتاب المغرب. اما الثالثة التي سيحكي لي عنها احد الأصدقاء، فهي أخت العظيم أحمد بوكماخ نفسه التي تحسرت على مجيئها وحضورها لهذه المهزلة ". رجال الإعلام عبروا أيضا عن عدم رضاهم على اللجنة المنظمة، مما جعل البعض يغادر المركب الثقافي بعد انطلاق الحفل الافتتاحي بدقائق، كما لم تقم الجماعة الحضرية بارسال دعوة للصحفيين من أجل تغطية هذا الحفل. هذا وأوضحت صور نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك" والمواقع الالكترونية حجم العشوائية والفوضى الذي عرفه ولوج المركب الثقافي " أحمد بوكماخ "، فيما قالت إحدى الحاضرات أن المركز يتوفر على ثلاثة أبواب في حين تم فتح باب واحد. تجدر الإشارة إلى أن الحفل الافتتاحي تأخر عن موعد انطلاقه لأزيد من ساعتين، كما غابت عن الصفوف الأولية لقاعة العرض، وجوه ثقافية لمدينة طنجة. ووصف الكاتب الطنجاوي خالد الصلعي الحفل الختامي والفوضى الذي رافقته بقوله " قلت في نفسي متحسرا، رحمة الله عليك أستاذي احمد بوكماخ، وألف مرحبا بعهد بوكلاخ، ولن نتكلخ ".