بشكل مثير تحمس عدد من الأصدقاء لنشر جانب من كلمة الترحيب التي افتتح بها الأستاذ امحمد بوستة ندوة مؤسسة علال الفاسي في موضوع (السلطة التنفيذية في المجال الدستوري والسياسي المغربي ) فقد اهتم بعضهم بدعوته إلى التهافت على الوزارات والمناصب مبررا ذلك بأن البلاد تحتاج في هذا الوقت بالذات للبناء وأن البناء يكون باتخاذ القرارات الجيدة وحسن تنفيذها ولا يكون بالخطب. والحقيقة أن حكيم الاستقلاليين إذ دعا لعدم اتهام الناس بالتهافت على الحكومة لم يفته التذكير بركيزتين متلازمتين لابد أن تؤطرا كل رغبة صادقة وذات مشروعية لتبوأ موقع السلطة التنفيذية هما: الحكمة والجرأة. وإذا كانت الحكمة هي التي تعطي للقرارات السياسية قوتها وفاعليتها فإن للجرأة بعدان أساسيان لا ينبغي إغفالهما: إيجابي وسلبي ، كما لا يغيب عن الأستاذ بوستة هو الذي خبر دهاليز الحكم كما خبر تفاصيل المعارضة وعلى الخصوص جرأة التمنع عن التهافت على الوزارة الأولى وقد جاءت تسعى إليه باقتراح من الحسن الثاني في الظروف الدقيقة الي يعلمها الجميع. إن الجرأة كما تكون عنوان شهامة سياسية ومصداقية وإيمان بالقضية تتحول في غياب الحكمة إلى مجرد نزق وتطاول ونزوة تنسي كثيرين حقيقتهم وهذا بالذات المعنى العميق للتهافت الذي يهدد كل بناء للديموقراطية والتنمية وبقوة السلط وتوازنها. رحم الله علال الفاسي الذي أكد في النقد الذاتي أن :" .... حق الأمة في أن تحكم نفسها بنفسها يتفق تماما مع حقها في أن تختار من تنيبه في تسير شؤونها ومن حقها كذلك في الاستقرار الحكومي والتمتع بالنخوة الوطنية والشعور بالرضى عن الأشخاص الذين يمثلونها وكل هذه الحيثيات إلى جانب ما قدمناه تصل بنا إلى نقطة واحدة هي ضرورة المراقبة الشعبية لأعمال القائمين بالحكم وهذه المراقبة حق لكل مواطن ...." *مستشار قانوني