وجه الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، مصطفى البراهمة، انتقادات لاذعة لسير العملية الانتخابية لاستحقاقات السابع من أكتوبر، معتبرا أن موقف حزبه بمقاطعة هذه الانتخابات كان "صائبا". وفي تصريح لهسبريس، قال البراهمة: "الانتخابات كانت عادية ولكن حضر فيها البيع والشراء"، مردفا أنه تبعا لعدد من الأخبار التي استقاها الحزب، "كانت هناك حملة قام بها رجال السلطة للتصويت على حزب معين". وتعليقا على نسبة المشاركة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، اعتبر الكاتب الوطني لحزب النهج أن الحاضر الأكبر في هذه الاستحقاقات هو "العزوف"، وذلك استنادا إلى ما أعلن عنه رسميا، مشددا على أن استحقاقات السابع من أكتوبر لا تختلف كثيرا عن الاستحقاقات الماضية التي سجلت ضعفا في المشاركة. وعلى الرغم من هذه النسبة، يضيف البراهمة، فإن ما يناهز مليونا و400 ألف مواطن صوتوا بالورقة البيضاء خلال الانتخابات التشريعية الماضية، وهذا يعني أن هناك عزوفا كبيرا، يورد المتحدث ذاته. وتبعا لذلك، يضيف البراهمة، فإن موقف حزب النهج الديمقراطي من مقاطعة الانتخابات كان "موقفا سديدا"، مضيفا أن حزبه ساهم في المقاطعة، مشيرا إلى تعنيف 16 عضوا من الحزب خلال دعوته لمقاطعة الاستحقاقات، بالإضافة إلى ما اعتبرها محاولة اغتيال أمين مال الحزب وضربه في مدينة سلا بإيعاز من أحد المقدمين، كما "تم منع الرفاق في 20 مدينة من القيام بالدعوة إلى المقاطعة". وشدد المتحدث ذاته على أن هذه الانتخابات لن تحمل أي تغيير جوهري من حيث السلطة، ما دام الحكم خارج أيدي الحكومة، في حين سيكون التغيير فقط على المستوى السياسي من حيث الأحزاب التي ستقود الحكومة، والأخرى التي ستكون في المعارضة. البراهمة تطرق لحضور الأحزاب اليسارية في هذه الانتخابات، واعتبر أن ضعف اليسار في "التشتت والتشرذم ومقاربته السياسية". وفي الوقت الذي اختارت فيه أحزاب تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي المشاركة في الانتخابات، أكد الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي أن هذه التجربة شبيهة بتجربة دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للحكومة، "ولكن طحنته ماكينة المخزن"، على حد تعبيره. وشدد المتحدث ذاته على ضرورة العمل على توفير شروط حقيقية للتداول والمشاركة، واعتماد التصويت بالبطاقة الوطنية لكل من هم فوق سن 18، وإشراك لجنة مستقلة للانتخابات مكونة من أناس مشهود لهم بالنزاهة، ودعا إلى تغيير النمط والتقطيع الانتخابيين.