في أول رد فعل له على إعلان فدرالية اليسار استعدادها للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الجماعية المقبلة، قال مصطفى البراهمة الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي القاعدي أن الانتخابات الجماعية المقبلة في ظل ما وصفه بالدستور الممنوح لن تغير شيئا من واقع الجماهير الكادحة. واعتبر البراهمة في تصريح خاص للرأي أن إعلان أحزاب اليسار عن مشاركتهم في الانتخابات المقبلة تعود لتقديرهم الخاص، واعتقادهم أنهم سيساهمون في تغيير واقع الحال من خلال المشاركة، لكن الوسائل المتاحة لهم لا تسمح بذلك، خصوصا في ظل نظام مخزني ودستور ممنوح لا يخدم تطلعات الجماهير الشعبية على حد قوله . وأضاف البراهمة" أن المخزن نجح في تدجين الأغلبية الساحقة من الأحزاب بما في ذلك الأحزاب التاريخية التي تنتمي للعائلة اليسارية . وأوضح البراهمة أن الانتخابات الجماعية غير ذات جدوى ولن تغير من واقع الجماهير الشعبية التي عبرت عن غضبها مؤخرا بمناسبة الإضراب العام الذي انخرطت فيه المركزيات النقابية، بالرغم من محاولة استغلاله من طرف الأحزاب والنقابات التي تدور في فلك المخزن . ودعا البراهمة العائلة اليسارية إلى التركيز على الأغلبية الساحقة التي تقاطع ما وصفها بالمسرحية الانتخابية ، والعمل على تأطيرها، في أفق تغيير موازين القوى ، واستبدال الدستور الممنوح بدستور يعبر عن أمال وطموحات العمال والكادحين. وجدد البراهمة مقاطعة حزبه لكافة الانتخابات التي تجري في ظل الدستور الجديد،وتوجهه نحو تأطير الأغلبية التي لاتعنيها الانتخابات في شيء . وشدد البراهمة على أن المقاطعة الواسعة للانتخابات الجماعية والبرلمانية رسالة للمسؤولين، مفادها أن المواطنين يشعرون بأن هاته الانتخابات غير ذات معنى . وكانتى الهيئة التقريرية لفدرالية اليسار قد أعلنت استعدادها للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بعد مقاطعتهم التصويت على الدستور، والانتخابات التشريعية الأخيرة . ويعد إعلان فدرالية اليسار عن استعدادها المشاركة في الانتخابات الجماعية المقبلة تراجعا عن مواقفها السابقة التي فضلت خيار المقاطعة بسبب احتجاجها على آلية وضع دستور 2011 يشار إلى أن فدرالية اليسار تضم كلا من حزب الطليعة واليسار الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الإتحادي . وقد اتخذ قرار المشاركة في الانتخابات المقبلة من طرف الهيئة التقريرية التي تضم حوالي 150 عضوا، إلا أن 97 هم الذين حضروا اللقاء واتخذوا القرار .