أشار الصحفي الإسباني إيغنَاسيُو سِيمْبْرِيرُو، بجريدة "إلبَايِّيسْ"، إلى افتراض يجعل من الرباط قلقة جرّاء عودة قوة الحزب الشعبي الإسباني الفائز بالانتخابات البلدية الإسبانية المعلنة نتائجها يوم 22 ماي.. فالحزب حسب سيمبريرو "تسبب للرباط ذكريات تعيسة"، من خلال رد فعله على أحداث "إكديم إزيك".. إذ سبق للحزب الشعبي الإسباني تقديم مشروع قرار ضد المغرب باعتبار ارتكاب الرباط ل "انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان في الصحراء". السلطات المغربية سبق لها وأن وصفت تحركات الحزب الشعبي الإسباني بكونها "محاولة لتغيير المفاهيم من أجل التأثير على البرلمان الأوربي"، كما شجعت الخريف الماضي مسيرة حاشدة بالدار البيضاء ضد نفس الحزب الإسباني.. وقد سبقت كل ذلك زيارة، اعتبرت استفزازية من الطرف المغربي، طالت مليلية من قبل ماريانو راخُويْ زعيم الحزب اليميني.. وذلك إبان احتفال المغاربة بذكرى العام الماضي من المسيرة الخضراء. فوز الحزب الشعبي الإسباني على غريمه الاشتراكي العمالي، وبفارق شاسع ضمن الانتخابات البلدية الإسبانية، يعني أن تغييرا قد حاصل في الخارطة السياسية الداخلية الإسبانية.. خصوصا وأن النتائج الرسمية أشارت إلى أن فارق الأصوات بين الحزبين قد تجاوز المليوني صوتا، وهو اكتساح للحزب المتوفر على علاقة متوترة مع المغرب . كان على المغرب والحزب الإسباني العائد بقوة أن يبحثا كيفية تمتين العلاقات لتجاوز سوء الفهم الحاصل بينهما خلال العام الماضي وهو ما لم يقم به الطرفان حسب سيمبريرو.. فالحكومة الإسبانية الحالية كانت سباقة لحفظ علاقة جوارية جيدة مع المغرب، لكن ما الذي سيتغير بفوز الحزب اليميني؟.. يتساءل صحفي "إلبَاييس". الحزب الشعبي الإسباني يعتبر المغرب "شريكا مهما" دون أن يرقى به الأمر ليكون "ضمن أولويات الحزب"، وهو ما يعني حسب رؤية "سيمبريرو" بأن الحزب الشعبي الإسباني لن يسعى للحفاظ على العلاقات المتينة التي ربطت المغرب بالإشتراكيين.. موردا بأن "الحزب الاشتراكي كان بمثابة محامي المصالح المغربية في قلب اتحاد أوربي منهزم"، وزاد: "الساحة مفتوحة أمام الحزب الشعبي اليميني، الذي قد يغتر بقوته، ما قد يعني زيادة فترات التوتر بين علاقة الجارين كفترة زيارة راخوي لمليلية". ونقل سيمبريرو قول"برنارد لوبز غارسيا"، من الجامعة المستقلة بمدريد، بأن السياق الدولي الراهن سيفرض على كلا الطرفين الحفاظ على علاقات حسن الجوار، عانيا بذلك "ثورات الربيع العربي".. في حين يرى سيمبريرو بأن المغرب أيضا "لامسته هبات هذا الربيع بمقدار أقل".. واسترسل: " ألن يحاول أحد ما في الرباط إثارة توترات مع إسبانيا للحيلولة دون الاستجابة لمطالب الإصلاح؟".