بشاربه الذي لا يكاد يفارق وجهه، وقامته المتوسطة التي تجعله أقرب إلى الأرض منه إلى السماء، وبهدوئه المعتاد الذي قد يتحول فجأة إلى عاصفة هادرة، وبعصاميته التي نحت من خلالها الصخر، يطمح حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى أن يتبوأ صدارة انتخابات يوم الجمعة 7 أكتوبر. هو ابن إحدى القرى النائية في قبيلة البرانس بضواحي مدينة تازة، التي رأى فيها النور أول مرة ذات يوم صيفي سنة 1953.. رضع ثدي حزب "السي علال" مبكرا، بسبب تأثير والده الذي كان قيد حياته قرويا بسيطا ينافح عن حزب الاستقلال، فتدرج في الحزب وتقلد عددا من المسؤوليات إلى أن صار "الزعيم". شباط مجرد "مناور كبير"، يقول خصومه السياسيون الكُثُر، ليرد عليهم مؤيدوه بأنه "مفاوض كبير"..هو مجرد "أمي يفتقد للمعرفة والتكوين العالي"، هكذا يلمز البعض، ليجيبهم آخرون بأنه "عصامي تخرج من مدرسة الحياة"..هو "انتهازي وظف السلطة لينهب الثروة"، يقول أعداء الرجل، ليرد مناصرون بأنه "تسلق الحياة درجة درجة، وكل ما راكمه من مجد سياسي ونقابي هو صنيع عرق جبينه". هكذا هو شباط..شخصية سياسية ونقابية مثيرة للجدل، كأنه جاء ليخلق "العواصف" من حوله، ولا يترك خصومه هانئين سالمين، بل يزعجهم بتصريحاته التي يطلقها أحيانا جزافا، فتثير الزوابع في كل مكان، لكنه يجيد الدفاع عن نفسه، ويبرع في التملص من الاتهامات التي تصوب إليه من كل حدب وصوب. هو الزعيم "الاستقلالي" الذي أزعج رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى حد أنه أفقده النعاس، فصرح يوما بأنه لم يعد ينام منذ علم بترؤسه "حزب الميزان"..ولم يتردد شباط لحظة في اتهام بنكيران بالعلاقة مع "داعش" و"الموساد"، كما اتهم وزيرا بولوج البرلمان مخمورا، دون أن ينسى الجزائر التي "ترتعد فرائصها" من تصريحاته حول تندوف وبشار وباقي المناطق الصحراوية. هكذا هو شباط..هناك من يصف لسانه بالسليط والحاد، وهناك من يجده سياسيا شعبويا يعرف جيدا من أين "تؤكل الكتف"، ومن يصفه ب"الانتهازي الذي سرعان ما ينبطح لمن يجد فيه طريقا سالكا نحو تحقيق غاياته"، لكن بالمقابل هناك من يعتز بأنه "ابن الشعب" الذي لم يولد وفي فمه ملعقة ذهب، والذي وقف الند للند أمام "آل الفاسي"، بل هناك من يشبهه ب"ليش فاليسا"، الكهربائي البولندي الذي أصبح رئيسا لبلده.. فهل يصبح شباط رئيسا لحكومة المملكة؟.