يبدو أن متاعب عبد الإله بنكيران مع غريمه السياسي وحليفه داخل الحكومة حميد شباط، لن تنتهي في المستقبل القريب، حيث باتت معركتهما مقبلة على فصول جديدة من المواجهة. فبعد أقل من 24 ساعة عن التئام الاجتماع الذي جمع رؤساء الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية في الثاني من ماي، سجل الزعيم الاستقلالي والكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، خروجا جديدا ومثيرا نفى فيه بأن يكون قد اعتذر لبنكيران والعنصر ونبيل بنعبد الله، بخصوص التصريحات التي أدلى بها في تجمع فاتح ماي عن «الوزير السكران». وقال شباط مخاطبا بنكيران، خلال حلوله بفاس، الأحد الماضي، لتأطير لقاء تواصلي مع نقابييه وأنصار حزبه، والذين شكلوا القوة الضاربة ضمن الإنزال الذي قاده بالرباط خلال عيد العمال، «من العار أن تكون سنة ونصف قد مرت على عمر الحكومة، ورئيسها يجهل كل شيء عن الوزراء الذين يدبرون معه العمل الحكومي والشأن العام للمغاربة، فهو لا يعرف من السكران في حكومته، ومن المتزوج ومن المطلق ومن المفلس؟»، قبل أن يفاجئ شباط الحاضرين بقوله «أقول لبنكيران إن نصف وزراء حكومته سكرانين على طول».
وأشهر شباط تحديه لبنكيران وحكومته، بقوله إن «على وزير العدل والحريات، تحريك المتابعة القضائية ضدي إن لم تعجبهم تصريحاتي عن الوزراء، واتركوا الأمر للقضاء وحينها سأكشف المستور بالدليل والحجة».
وكان اللقاء مناسبة هاجم فيه شباط، رفع شبيبة حزب «البيجدي» لمطلب « الملكية البرلمانية»، ورد بنكيران عليهم بقوله، بحسب شباط بأنه «الآن تحققت بالمغرب الملكية الدستورية، والشيء الآخر سيأتي بالتدرج»، حيث تساءل شباط مخاطبا بنكيران، «إلى أين تريد أن تصل أنت وحزبك بالتدرج في المطالبة ب»الملكية البرلمانية»، فالملك له مكانته وتأثيره في الدولة المغربية» يقول شباط .
وأثنى شباط على نفسه، واصفا تصريحاته ب»الجريئة»، مؤكدا أنه لا يحتاج إلى غيره ليقول ما يؤمن به تجاه حكومة بنكيران والقضايا المصيرية للمغرب، بعكس ما يقوم به بنكيران من خلال تكليفه لمن وصفهم شباط ب»المرضى النفسانيين»، ذكرهما بالاسم، أفتاتي وبوانو، واللذين انخرطا منذ البداية، يقول شباط، في كراء لسانهما لفائدة بنكيران، يقولان ما يعجز عن قوله رئيس الحكومة والقيادي لحزب «المصباح» ردا على خصومه وحفاظا على كرسي رئاسة الحكومة، حيث شبه شباط تمسك بنكيران بالكرسي، بما يقوم به «مرسي» بمصر و»الغنوشي» بتونس. وفي اتصال هاتفي أجريناه مع نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، للتعليق على تصريحات شباط والتي أطلقها من قلعته بفاس، اكتفى بنعبد الله بوصف أسلوب شباط ب»المنحط»، وما تعانيه الحكومة من جراء الخرجات الإعلامية للزعيم الاستقلالي ب» العبث المطلق» بحسب تعبير حليف بنكيران.
من جانبه رفض سعيد أمسكان، الأمين العام المساعد لزعيم الحركة الشعبية محند العنصر، الرد على شباط، مؤكدا أنه يتأسف لكون الطبقة السياسية التي تدبر الشأن الحكومي، لا تفكر في الرهانات الكبرى التي تتحدى المغرب، في ظل تزايد الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وانشغال مكونات الحكومة في الملاسنات الكلامية و»المعيور» و»الكلام الساقط» و»تبادل الاتهامات».
وأردف أمسكان، «إذا كانت الأحزاب السياسية والحكومة راضية على المضي في هذا الجدال الساقط، فأنا أتبرأ من الجميع، وأدعو المغاربة إلى التحرك للفت انتباه المسؤولين لما يعانيه المغرب من مؤشرات غير مطمئنة في وضعه الاقتصادي والمالي، خصوصا أن صندوق الأداءات نزل إلى مستوياته المنخفضة، وأن ملف التقاعد أصبح على كف «عفريت» والبقية تأتي»، بحسب تعبير القيادي بحزب الحركة الشعبية.