اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء في منطقة شرق أوربا بعدد من المواضيع من بينها الإصلاحات المالية في اليونان وأزمة اللاجئين، ووقف موسكو لعمليات تدوير البلوتنيوم الأمريكي والاستعدادات لمعركة تحرير الموصل من داعش. ففي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن المفوض الأوربي للشؤون الاقتصادية الفرنسي بيير موسكوفيسي حث يوم الثلاثاء من ستراسبورغ الحكومة اليونانية على الإنتهاء سريعا من تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها مع المانحين قبل الاجتماع المقرر لوزراء مجموعة الأورو يوم الإثنين القادم في اللوكسمبورغ. وأضافت الصحيفة أن موسكوفيسي الذي كان يتحدث أمام البرلمان الاوربي في جلسة مناقشات بشأن الوضع المالي لليونان أكد أن أثينا تسير على طريق الإصلاحات ويتعين عليها الانتهاء من المرحلة الأولى قبل اجتماع مجموعة الأورو، وأشارت الصحيفة إلى أن حصول أثينا على حزمة 8ر2 مليار أورو من القروض بموجب الاتفاقات السابقة رهين بالموقف الذي سيتخذه اجتماع اللوكسمبورغ. وقالت الصحيفة إن اجتماع الإثنين حاسم لأنه سيطوي المرحلة الأولى من الإصلاحات المالية لليونان، وسيفتح الطريق أمام وصول وفد المفاوضين في 17 أكتوبر الجاري الى أثينا للشروع في المرحلة الثانية والتي ستكون بدورها صعبة حيث ستهم قطاعات استراتيجية بالخصوص الخوصصة وتأهيل مؤسسات وشركات الدولة وإصلاح الإدارة. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن حزب اليسار الجذري الحاكم (سيريزا) تراجع بشكل كبير في استطلاعات الرأي وفقد شعبيته السابقة بفعل التذمر العارم من طريقة مفاوضاته وقبوله مطالب المانحين بالخصوص الرفع الكبير في الضرائب والتقليص من الأجور والمعاشات وتعميق سياسة التقشف. وأضافت أن أحدث استطلاع أنجز من قبل جامعة مقدونيا لفائدة قناة (سكاي) المحلية بين أنه يحظى فقط بتأييد 16 في المائة من اليونانيين ب 5ر12 نقطة أقل عن حزب (الديمقراطية الجديدة) المحافظ الذي أصبح في المقدمة، فيما حافظ حزب (الفجر الذهبي) النازي الجديد على الصف الثالث الذي يحتله منذ سنوات بنسبة 7 في المائة. وفي بولونيا تناولت الصحف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف اتفاق مع الولاياتالمتحدة حول إعادة تدوير عشرات الأطنان من البلوتنيوم الوارد من المنشآت النووية. وذكرت (غازيتا ويبروفسكا) أن بوتين يريد تركيع الولاياتالمتحدة خصوصا وان الامر يأتي في ظل التوتر بين البلدين حول سورية وأيضا بدرجة أقل أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الامريكي الروسي ينص على أن يقوم البلدان بإعادة تدوير 34 طنا من البلوتنيون الوارد من مخزونات الرؤوس النووية الموروثة عن الحرب الباردة، مشيرة الى أن بوتين يريد الانتقام من واشنطن لكونها أقرت عقوبات ضد موسكو بعد ضمها لشبه جزيرة القرم وتورطها في الحرب في شرق أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة أن الحجج التي تقدم بها الكريملين لتبرير قراره وبالخصوص التغير الجذري في الظروف وظهور تهديدا للاستقرار الاستراتيجي في المنطقة بفعل الأعمال العدائية للولايات المتحدة تجاه روسيا. وقالت الصحيفة إن موسكو ترى في ذلك فرصة لتركيع واشنطن وحملها على رفع أو على الاقل تخفيف العقوبات الغربية ضد روسيا والتي يعاني منها الاقتصاد الروسي. صحيفة (ريسبوبليكا) كتبت من جانبها أن رئيس الكريملين لم يستسغ القرار الأخير المتخذ من قبل حلف شمال الاطلسي خلال قمة وارسو في يوليوز الماضي بتعزيز تواجه العسكري في شرق أوربا ونشر أربع وحدات عسكرية لمواجهة التهديدات المحتملة لروسيا ضد جيرانها وبالخصوص أوكرانياوبولونيا وجمهوريات البلطيق الثلاث. وأضافت أن الكرملين ينخرط في مسلسل تدهور العلاقات الامريكية الروسية منذ مارس 2014 بعد ضم روسيا للقرم، ملاحظة أن بوتين يربط ابتداء من الان تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة بقرار البيت الابيض إلغاء العقوبات المفروضة على موسكو بفعل سياستها في أوكرانيا وتعويض موسكو عن الانعكاسات السلبية للعقوبات على اقتصادها. وفي تركيا ذكرت (ديلي صباح) أن أنقرة قلقة من أن تصبح مدينة الموصل شمال العراق والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة مركز نزاع عرقي بين الفصائل المختلفة التي ستشارك في تحريرها خلال العملية الكبرى الجاري التحضير لها حاليا. وأضافت أن خطط حلفاء تركيا للعملية ليست شفافة بالكامل وتمثل تهديدا حقيقيا للسلم الاقليمي. وقالت إن تسليم الموصل وهي مدينة سنية الى المليشيات الشيعية بتعاون مع المنظمات الارهابية لوحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني تعني أنه سيتم صب الزيت على النار في هذه المنطقة التي تعرف الكثير من المشاكل. صحيفة (ستار) ذكرت من جانبها أن سورية والعراق هما مصدر المنظمات الإرهابية التي تهدد تركيا وأي تسوية للمشاكل المرتبطة بالاستقرار والأمن في البلد ستمكن من التقدم بخطى كبيرة في محاربة الارهاب ومن ثمة أهمية عملية درع الفرات التي أطلقت في شمال سورية. وأشارت الى أن الاخيرة لن تقتصر فقط على الأراضي على طول الحدود التركية لكن ستمتد الى حين القضاء على جميع الجماعات الارهابية من مدينة الباب والمناطق الواقعة في الشمال. صحيفة (الحرية ديلي نيوز) ذكرت من جانبها أن حزب العدالة والتنمية الحاكم اقترح إحداث لجنة برلمانية تتكون من ممثلي أربعة أحزاب في البرلمان للتوصل بوجهات نظر المعارضة حول مشاريع القوانين التي تم إصدارها منذ إقرار حالة الطوارئ بعد المحاولة الانقلابية في 15 يوليوز الماضي. وجاء ذلك على إثر صدور موقف حزب الشعب الجمهوري المعارض لتمديد حالة الطوارئ ولحجم عملية تطهير الادارة من الموظفين المتهمين بالانتماء لحركة الداعية فتحال له غولين. فقد طلب الحزب من المحكمة الدستورية الغاء تلك القوانين لاستثنائية باعتبارها غير دستورية. وفي النمسا كتبت (كورير) أن قانون حالة الطوارئ بشأن اللجوء الجاري حاليا النقاش بشأنه داخل الحكومة الفيدرالية يثير المزيد من انتقادات المنظمات الإنسانية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان في البلاد، مشيرة الى ان الصليب الاحمر ذكر ان المذكرة تلك لا تحدد بكل وضوح مفهوم الاخلال بالنظام العام والامن منتقدا ترحيل اللاجئين حتى بدون أن تمنح لهم فرصة التقدم بطلبات اللجوء. يذكر أن الحكومة النسماوية كانت قد اصدرت مذكرة بشأن ما وصفته تطبيق حالة الطوارئ بخصوص اللاجئين في حال وصول عدد الوافدين على البلاد 37 الف و500 لاجئ منذ يناير 2016 والقيام بشكل عملي بطرد اللاجئين الذين يفوقون هذا العدد. ووفق الصليب الاحمر فان الوضع لا يثير القلق حاليا ما لا يستدعي تطبيق المذكرة مشيرا الى وجود طاقة استقبال كبيرة متوفرة وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه عدد من المنظمات من قبيل منظمة العفو الدولية وفولشيفت. وأكدت تلك المنظمات وفقا للصحيفة أن إرجاع ارتفاع البطالة والاجرام في البلاد وربطه بإرتفاع اللاجئين لا يستند لاي أساس ويثير مشاعر الكراهية والعنصرية في البلاد. صحيفة (دير ستاندار) ذكرت من جانبها أن هناك انقسامات داخل الحكومة بشأن مقترح وزير الداخلية وولفغانغ سوبوتكا بشأن أداء 5ر2 أورو للساعة للاجئين عن الأعمال التي يقومون بها لفائدة البلديات. وقالت الصحيفة ان وزير الثقافة والشؤون الدستورية طوماس دروزدا (اجتماعي ديمقراطي) انتقد يوم الثلاثاء المقترح خلال اجتماع لمجلس الوزراء.