بعد الجدل الذي رافق إعادة فتح السلطات في مدنية مراكش لدور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، والتي ظلت مغلقة طيلة ثلاث سنوات وشهرين بقرار صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ نفى الوجه السلفي البارز محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، أن تكون لحزب الأصالة والمعاصرة يد وراء هذا القرار الذي وصف بالمفاجئ، والذي تزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية برسم الاستحقاقات التشريعية. وقال رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في اتصال هاتفي مع هسبريس يشرح فيه حيثيات إعادة فتح دور القرآن التابعة له، مشددا على أن الخطوة لا صلة لها بحزب "الجرار"، وفق ما تداولته أوساط إعلامية وسلفية على حد سواء، موضحا أن القرار وقفت وراء جمعيات المجتمع المدني، على تعبيره. وقال المغراوي إن فتح جميع دور القرآن بمراكش، بما فيها دار القرآن الرئيسية الموجودة في منطقة "الرويدات" قرب شارع مولاي عبد الله التي شهدت احتجاجا سلفيا صبيحة تنفيذ قرار الإغلاق، لم يأت أيضا بمبادرة ملكية، وفق الرائج، مردفا: "هي مجرد شائعات، ولا أصل لها من الصحة، ودور القرآن تم فتحتها من لدن جمعيات المجتمع المدني ولا علاقة لإعادة فتحها في الوقت الحالي بالسياسة أو بتدخل للسلطات فيها". وأكد الداعية السلفي البارز، في تصريحه لهسبريس، أن "جمعيات المجتمع المدني هي من فتحتها؛ بالرغم من أني لا أعرف تفاصيل القرار كثيرا، ولم تكن لي أي صلة مباشرة بالموضوع". ونفى المتحدث بشدة أن يكون حزب الأصالة والمعاصرة فاوض مسؤولي جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، من أجل التدخل في القرار مقابل الحصول على أصوات السلفيين في انتخابات السابع من أكتوبر المقبل. إلى ذلك، علق المغراوي على دعوته السابقة المغاربة إلى التصويت في الانتخابات، التي عدها عديد من المتتبعين فتوى تتماشى مع مطالب الدولة في محاربة العزوف الانتخابي، بقوله: "نعم، أنا أدعو إلى المشاركة في الانتخابات والتصويت على الأصلح". لم يكشف الداعية السلفي البارز عن اختياره الخاص وأتباعه في التصويت ضمن اقتراع 07 أكتوبر، إذ قال: "ليس هناك توجيه للتصويت على حزب معين. ولا نميل لا إلى العدالة والتنمية، ولا إلى الأصالة والمعاصرة". وسبق للشيخ المغراوي أن أصدر، خلال الانتخابات المحلية والجماعية الأخيرة لعام 2015، بيانا أورد فيه دعمه "للفاعلين السياسيين النزيهين والصادقين في خدمة ديننا ووطننا"، مضيفا: "ندعو للتصويت على الأصلح منهم، تحقيقا لما أمكن من المصالح وتقليلا للشر"، ليتابع: "نرى أن هذا التصويت من الشهادة التي ينبغي أداؤها ما دامت الانتخابات تمر في جو تغلب عليه النزاهة والشفافية". من جهته، كان حمّاد القباج، الرجل السلفي الثاني سابقا وراء المغراوي والمنسق الوطني السابق لتنسيقيات دور القرآن بالمغرب، قد انتقد فتح ور القرآن متسائلا: "من يقف وراء التلاعب بملف دور القرآن؟"، متهما جهات، لم يسمها، بأنها تقوم باستغلال السلطة "للقفز على القانون؛ وبدل أن يكون فتح دور القرآن بشكل قانوني ونزيه.. إذا به يتم بشكل عشوائي فوضوي وبمنطق انتخاباوي"، مضيفا أن تلك "الجهات" التي وقفت وراء منعه من الترشح للانتخابات "هي نفسها الجهة التي أمرت بفتح دار القرآن وهي الجهة التي نظمت مسيرة البيضاء".