ركزت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها على تطورات الأوضاع في العراق وسورية واغتيال الكاتب الأردني ناهض حترومحاربة الفكر المتطرف والهجرة السرية والوضع السياسي في لبنان ، إلى جانب تناوالها مواضيع تهم الشأن المحلي. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في مقال بعنوان "تركا في العراق وسورية" أن الحروب في المنطقة يبدو أنها أصبحت بالقطعة، أو لمحاولة إيجاد دور فحسب وصولا إلى الأهداف النهائية للدولة، ما يعني تركيا تريد منطقة آمنة معزولة في شمال سورية، وهي تحاول تحقيقها بكافة الوسائل حتى لو بدت متناقضة، والولايات المتحدة تريد تقسيم دول المنطقة على نحو أعدت له سلفا، وهي إذ تستعد لمعركة الموصل تطلب من العراق ضرورة التنسيق بين بغداد وأربيل وواشنطن في هذه المعركة لأنها قررت منذ بداية البدايات تقسيم العراق إلى دولة كردية في الشمال وشريحة صغيرة للسنة في الوسط ودولة كبيرة للشيعة في الجنوب. وقالت إن تركيا تريد وضع حد لتمدد الشيعة المؤيدين من إيران، وتريد محاربة حزب العمال الكردستاني وضرب حلم الدولة الكردية في سورية والعراقوإيرانوتركيا، وهي في ذلك تتخطى مطاردة حزب العمال الكردستاني إلى ضرب الأكراد ككل، ثم في النهاية تركيا انقلبت على داعش وصارت تتصادم معها وتمنع مرورها عبر الأراضي التركية بل وتتعرض لهجمات من داعش داخل أراضيها. وفي موضوع آخر ، كتبت جريدة (الجمهورية) تحت عنوان "ثلاث رصاصات في العقل العربي" أن واقعة مقتل المفكر الأردني ناهض حتر مليئة بالدلالات التي يجب أن تلفت أنظار الجميع فالرجل اجتهد ورأى البعض أنه أخطأ، ولم تتوان الدولة دفاعا عن المقدسات وثوابت الدين، فقررت إحالته على القضاء لينظر في الاجتهاد وهل كان بحسن نية أم بسوء . وأضافت أن ما جرى في الأردن سبق وتم تنفيذه في مصر سواء عند مقتل فرح فودة أو محاولة ذبح الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ ، والمرجعية بكل الحالات واحدة ، فتاوي متطرفة وعقول منغلقة تريد أن تحكم بالحديد والنار ودون شرعية أو قانون ميتترة وراء راية الدين ، مشيرة إلى أنه ومثل كل مرة ستتنبه الأنظمة العربية لخطورة ما يجري وتتوالى البيانان الرافضة للتطرف دون أن نخطو خطوة واحدة حقيقية نحو تأسيس مؤسسة فقهية معتدلة تقاوم ظاهرة الفتاوي المحرضة على العنف. وفي البحرين، أكدت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال بعنوان "اغتيال حتر.. جرس إنذار"، أن اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر "جريمة شنيعة ومروعة لا يمكن أبدا التماس أي عذر أو تبرير لها"، مشيرة إلى أن "المجرم هو نتاج للمناخ العام السائد في الدول العربية كلها." وأبرزت الصحيفة أن الأردن بلد معروف بتسامحه وتعدد الديانات والمذاهب به، لكنه، كما كل الدول العربية، ليس منعزلا عن المناخ العربي العام السائد، وهو مناخ تطرف شديد في المعتقدات والأفكار والآراء، موضحة أن هذا المناخ العام هو مناخ احتقان شديد وتطرف اجتماعي، وأن التعصب الطائفي أصبح هو القاعدة، وقيم الوحدة الوطنية والتعايش الاجتماعي "أصبحت في أحسن الأحوال قيما مهتزة غير راسخة". وشددت على أنه يجب النظر إلى هذه الجريمة الشنيعة باعتبارها جرس إنذار وناقوس خطر، وهي جريمة "يجب أن تنبهنا إلى أننا في أمس الحاجة فعلا إلى إصلاح ديني وفكري وسياسي واجتماعي شامل.. إصلاح جوهره محاربة التطرف وتكريس قيم التعايش والتسامح واحترام الآخر أيا كان هذا الآخر". وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (البلاد) إلى موضوع الهجرة السرية، قائلة إن بقاء الشباب على أراضيهم التي ولدوا عليها يمنحهم احتمالا واحدا وهو الموت، ولكن ركوب القارب المتهالك يعطيهم احتمالين، فإما الموت وإما الوصول إلى شواطئ "العز والغنى"، ومتسائلة كيف لقوانين العالم المتمدن أن تتعامل مع شباب مثل هؤلاء؟". وبعد أن أشارت الصحيفة إلى أن (القبر الأبيض المتوسط) استقبل قبل أيام قليلة عددا جديدا من التعساء الحالمين بالثراء السريع الهاربين من الفقر، إذ ابتلع عددا كبيرا من الشباب عند مدينة رشيد شمال مصر، جاؤوا من دول مختلفة محاولين الوصول إلى شواطئ الأمان!، أبرزت أن كل الذي يقوم به "المنظرون العظماء على كل من الشاطئين، شاطئ الفقر والضياع، وشاطئ الوفرة والغنى"، هو البحث عن قوانين وإجراءات مشددة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، رغم أن العالم شرقه وغربه مسؤول مسؤولية إنسانية وقانونية عن مأساة الجانب الأكبر من هؤلاء الذين يهرعون إلى المراكب المتهالكة سعيا للوصول إلى لقمة خبز. وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن ريادة دبي الإعلامية، وتحولها إلى مركز عالمي ورئيسي للإعلام، في ظل الشراكات الاستراتيجية القائمة مع كبرى المؤسسات الإعلامية في العالم، إضافة إلى البنية الأساسية المتطورة التي تستفيد منها المؤسسات الإعلامية. واعتبرت الصحيفة أن هذا المناخ الداعم الذي وفرته دبي للإعلام، في ظل معايير للإبداع والابتكار، والحرية المسؤولة، "مناخ تعتز به دبي، التي أصبحت عنوانا للريادة الإعلامية". ومن جانبها، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن مواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية ليست ترفا أو وجهة نظر قابلة للأخذ والرد، وهي ليست خيارا يمكن القبول به أو رفضه. وأوضحت أن المواجهة مع هذا المرض الخبيث واجب وفرض عين دفاعا عن القيم الإنسانية النبيلة، وحماية للدين الإسلامي الذي دأب الإرهابيون على تشويهه واختطافه إلى حيث يلبي رغباتهم ومخططاتهم المشبوهة، ويسعون من خلاله إلى تدمير كل ما هو جميل على هذه الأرض. وشددت الافتتاحية على أنه من أجل السلام والأمن في العالم، وحماية البشرية من شرور هذا الوباء المشؤوم لا مناص أمام العالم إلا أن يحزم أمره ويخوض المواجهة حتى النهاية لتخليص البشرية من شر مستطير، مؤكدة على أن هذا كان " هو دأب دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أطل الإرهاب برأسه، حيث أدركت أن أي تهاون أو تساهل في مواجهته يعني توفير الفرصة لتمدده وتعظيم خطره". ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، إلى اللقاء الثالث الذي احتضنته مدينة الرباط، أمس الاثنين، لندوة (تحالف عاصفة الفكر)، موضحة أن ما يميز هذا اللقاء نصف السنوي أنه يضم مجموعة من المفكرين والباحثين والمتخصصين في الشأن السياسي والأمني العربي، "يتحاورون في جلسات مغلقة في أهم القضايا والتحديات والمشكلات التي تواجهها الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، ابتداء بالإرهاب والطائفية والعنف، وانتهاء بالإعلام ودوره في التعامل مع الوضع الحالي، وعلى مستوى عال من المسؤولية والحرية يدور الحوار". وأبرز كاتب المقال أن مثل هذه الاجتماعات مهمة جدا، وتحالف فكري عربي في هذا الزمن أصبح ضروريا، والأكثر ضرورة أن يتسع هذا التحالف الفكري ويستمر ويصبح أقوى بمن يضمه من شخصيات عربية مخلصة لأمتها وأوطانها وشعوبها. وأكد على أن مواجهة الإرهابيين والمتطرفين المذهبيين والطائفيين أصبحت مهمة، وكذلك تفكيك الخطاب الإقصائي بات مهما أيضا، وإدراك الجمهور أن الصراع في المنطقة ليس صراعا سنيا شيعيا، كما تسعى إيران وأذنابها إلى تصويره، وإنما هو "صراع عربي فارسي صفوي بلا شك أو ريب، لقد أصبح توضيح ذلك للجميع في غاية الأهمية حتى يتوقف الصراع العبثي بين أبناء الأمة الواحدة بسبب إيحاء خارجي بأن هناك مشكلة بيننا بسبب المذهب". استأثر الملف الرئاسي باهتمامات الصحف، إذ عادت (الجمهوية) الى التعليق بالقول إن البلد "غارق بالتكهنات"، لا سيما مع "تحصن" زعيم تيار (المستقبل) سعد الحريري خلف "جدران الكتمان الشديد"، وعدم كشف خريطة الطريق التي سيتحرك على أساسها في اتجاه الاستحقاق الرئاسي. وأوضحت أن لا أحد يملك الاجابة على سيل الاسئلة التي تتدحرج من مختلف المقرات والأوساط السياسية عما يحمله الحريري، وأي اتجاه رئاسي سيسلكه في الآتي من الايام، وأيهما سيختار في نهاية الطريق ميشال عون أو سليمان فرنجية (سبق للحرير أن رشحه). وفي ذات السياق وتحت عنوان "رئيس المستقبل يتولى عقدة سليمان فرنجية وحزب الله يتولى عقدة نبيه بري" أشارت (الأخبار) الى أن الاتصالات السياسية تكاد توحي بأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيكون في غضون أيام قليلة. وكتبت أن "التفاؤل" ليس من باب الأمنيات هذه المرة، مشيرة الى لقاء مساء أمس بين الحريري وفرنجية، مبرزة أنه وعلى ما رشح منه "قرر الرئيس سعد الحريري فتح الباب الذي يؤدي إلى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. إلا أن الأمر، وفق الصحيفة، تواجهه "عقبات" كثيرة، أبرزها مواقف كل من رئيس مجل النواب نبيه بري نبيه بري (يرفض انتخاب عون) وسليمان فرنجية، و"صقور" كتلة (المستقبل). وقالت إن نبيه بري هو أشد المعترضين على انتخاب عون رئيسا، وعبر عن ذلك ل(حزب الله) و(المستقبل) معا، إذ يرى بري أن في وصول عون للرئاسة عون خطرا على "التركيبة" السياسية الحاكمة أما (النهار) فاعتبرت أن "حمى الأربعاء" (موعد جلسة انتخاب رئيس البلاد) فعلت ما فعلته في الساعات الأخيرة فأقامت الدنيا ولم تقعدها في موجة رهانات وتقديرات وتوقعات استباقية لم يسبق لها مثيل في كل فصول أزمة الفراغ الرئاسي. وتساءلت "كيف لو مر الموعد (المتوهج) غدا ولم ينتخب لا ميشال عون ولا سواه رئيسا للجمهورية؟"