استحوذت مختلف القضايا التي تشهدها الساحة العربية على اهتمامات الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، وعلى رأسها الأحداث الدائرة حاليا على الساحتين العراقية والفلسطينية واجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وكذا الأوضاع السياسية في السودان، وأيضا استمرار الفراغ الرئاسي بلبنان. ففي قطر، توزعت اهتمامات الصحف بين عدد من القضايا الراهنة، في مقدمتها الوضع الأمني المتفاقم في العراق، والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي في ضوء اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة. ففي قراءتها للوضع في بلاد الرافدين، لاحظت صحيفة (الراية) أن العراق يوجد "بسبب أزمته الحالية على مفترق الطرق (...) الأزمة قد تقود البلاد إلى التقسيم والتجزئة إذا لم تنصع حكومة المالكي لصوت العقل وتلبي مطالب الثوار السنة الذين لم يجدوا وسيلة أخرى غير حمل السلاح لنيل حقوقهم المهضومة عمدا عبر التهميش الطائفي". وأكدت أنه ليس أمام المالكي "إلا التنحي والدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة بعيد ا عن سيطرة الطائفية، باعتبار أن سير الحكومة في نهجها الطائفي المدعوم بتجييش الشيعة مرفوض محليا وإقليميا ودوليا وسيقود البلاد إلى خيارات مفتوحة تؤدي إلى تفتيت العراق". أما صحيفة (الشرق) فسلطت الضوء على أشغال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، منوهة بالمقترح القطري القاضي بإنشاء مجلس للسلم والأمن ،"ليكون أحد الأجهزة المهمة في المنظمة، على اعتبار أن العالم الإسلامي يمر حاليا بتحديات متزايدة وأحداث متلاحقة، تفرض المزيد من العمل والتعاون"، مؤكدة أن من شأن هذا المقترح أن "يسهم في إحداث نقلة نوعية بتطوير أجهزة المنظمة لتضطلع بمهمة إرساء السلم والأمن في أرجاء العالم الإسلامي". وفي الأردن أيضا، ما تزال الأحداث الدائرة على الساحتين العراقية والفلسطينية تستأثر باهتمامات الصحف، وذلك في ضوء سيطرة تنظيم (داعش) على مساحات واسعة من بلاد الرافدين، وفشل حكومة الاحتلال الإسرائيلي في فك لغز اختفاء ثلاثة مستوطنين منذ أسبوع قرب الخليل . فتحت عنوان "طبول حرب أخرى تقرع في العراق"، كتبت صحيفة (الغد) أن "الخطير في المشهد العراقي اليوم، هو تصدر، أو حتى تصدير "داعش" ومقاتليها لهذه الانتفاضة، واحتلالها الفضاء الإعلامي والرسمي، بخطابها الطائفي والدموي، للتعبير عن ملايين العراقيين من السنة والشرائح المضطهدة والمهمشة من العملية السياسية والوطنية"، موضحة أنه "خطير، وخطير جدا، ليس فقط لأن خطاب "داعش" متطرف وطائفي ولا يمثل الطيف الأوسع من المنتفضين، بل لأن فيه مقتل هذه الانتفاضة، بل ومقتل العراق كله، باعتباره وقود حرب أهلية طاحنة بين السنة والشيعة باتت تطل برأسها بقوة". ومن جهتها، قالت صحيفة (الدستور) إن أزمة العراق اليوم الأساسية هي "العملية الممنهجة والمتواصلة لإقصاء مكون رئيس في العراق وتهميشه، وهم سنته، والذين تعرضوا لأبشع ضروب الظلم والإقصاء والاضطهاد على مدى سنوات الاحتلال وحكام بغداد الجدد، ما يمكن معه تفسير قوة واندفاع هذه الانتفاضة من محافظات السنة والعشائر في شمال وغرب ووسط العراق، في الثورة على النخبة الحاكمة في بغداد". وحول فشل حكومة الاحتلال في فك لغز اختفاء ثلاثة مستوطنين، كتبت صحيفة (الرأي)، تحت عنوان "هستيريا إسرائيلية"، أن أسبوعا كامل انقضى على اختفاء المستوطنين الثلاثة وما تزال حكومة نتنياهو وجيشها وأجهزتها الاستخبارية وقوات النخبة في شرطتها وألويتها القتالية، عاجزة عن حل هذا "اللغز" الذي لم يغادر مربع الاتهام بأنهم قد أختõطفوا وأن المسؤولة عن اختطافهم خلية "محترفة" من حركة حماس. وأضافت "يبدو نتنياهو وكأنه يريد تحقيق جملة من الأهداف قد تشفع له لدى منتقديه في المعسكر اليميني إذا ما آلت عملية الاختطاف (المفترضة حتى الآن) إلى نهاية مأساوية، ونقصد تدمير البنى التحتية لحماس في الضفة الغربية، وربما لاحقا إخراج حماس كاملا من مشهد الصراع، عبر عمليات قصف جوي أو اجتياح أو اغتيالات، يستطيع بعدها أن يخرج على الإسرائيليين قائلا إن حماس قد دفعت غاليا ثمن ارتكاباتها". وفي مصر، تناولت الصحف ما جاء في كلمة سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية، في افتتاح أشغال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد بجدة، حيث ركزت جريدة (الأهرام) على استعراض الفيصل لمستجدات القضايا العربية والإسلامية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وموضوع القدس وتحديات الإرهاب والتطرف. كما أشارت إلى انتقاد الوزير السعودي التعنت الإسرائيلى الذي اعتبره أهم التحديات والعقبات التي تواجه إمكانية التوصل الى سلام حقيقي في المنطقة، مؤكدا أن تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية يمثل خطوة مهمة وضرورية لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفي موضوع ذي صلة، أوردت صحيفة (الأخبار) تأكيد سامح شكري وزير الخارجية المصري، دعم بلاده التاريخي للقضية الفلسطينية ومساندتها في كافة المحافل الدولية علي أساس المرجعيات الدولية وقرارات الأممالمتحدة بضرورة أن تؤدي التسوية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وفي السودان، ركزت الصحف السودانية على أهمية الحوار الوطني الذي كان الرئيس البشير قد دعا إليه، وفرص نجاحه. وقالت صحيفة (الانتباهة) إن "الحوار بات، على ما يبدو، هو الأمر المطلوب لكلا الطرفينº الحكومة والمعارضة، فلا مجال للتراجع عن الحوار والوفاق بين مكونات العمل السياسي والحزبي". ولاحظت صحيفة (الصحافة) أنه "منذ الوهلة الأولى لإطلاق دعوات الحوار الوطني، انقسمت أحزاب المعارضة إزاء تلك الدعوة بين الرفض والقبول والتردد والاشتراطات المسبقة. وبدلا من أن تؤدي دعوات الحوار الوطني إلى توحيد مواقف تلك الأحزاب عبر برنامج وطني عريض وحقيقي يتجاوز النزعة الحزبية الضيقة، قادت تلك الدعوات المعارضة إلى انقسامات أعمق من ذي قبل"، معتبرة أن أسباب هذه الانقسامات تعود بالأساس إلى ضعف البنية التنظيمية وغياب فعاليتها، وضعف القاعدة الجماهيرية لتلك الأحزاب وتحولها إلى أحزاب نخبوية وحضرية بالأساس، فضلا عن غياب البرامج والبدائل السياسية والاعتماد على الرهانات الخاسرة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الأهرام اليوم) إلى أن "السؤال الذي يطرح نفسه في الساحة السياسية الآن هل جنوح حزب المؤتمر الوطني الحاكم نحو الحوار ومشاركته للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في إبداء الرأي نابع من ضعف التنظيم الحاكم وشعوره بالهزيمة جراء تكالب المحن عليه"، مؤكدة أن "الحقيقة تشير إلى أن المؤتمر الوطني لا يستطيع أن يستمر في الحكم لوحده ولن يستطيع كذلك أن يستمر في الحكم بالحيل والأساليب القديمة التي درج على إتباعها، الأمر الذي يحتم عليه في هذه اللحظة أن يحاول أن يجمع حوله الآخرين من أجل الاستمرارية". وعلى صعيد آخر، انتقدت صحيفة (اليوم التالي) تقرير المحكمة الجنائية الدولية بشأن السودان الذي عرض أول أمس على أنظار مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن السودان جدد موقفه الرافض لإجراءات هذه المحكمة، وشدد على أنه ليس معنيا بهذه الإجراءات وشجب محاولة المدعية العامة للمحكمة الداعية إلى القيام بإجراءات حاسمة وطرق مبتكرة لتوقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب مخالفات في إقليم دارفور. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الخرطوم) إلى اجتماع وزراء خارجية دول مبادرة حوض النيل في دورتها ال 22 الذي يعقد ابتداء من اليوم بالخرطوم، مبرزة أن "ثمة تدخلات دولية قي شؤون دول الحوض ساهمت في منع عمليات التعاون والاندماج الإقليمي بين الجيران، وفقا لمصالح الدول المتدخلة الفاعلة، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين وإسرائيل التي تعمل عبر أساليب متعددة على الترويج للغة الصراع والنزاع، وتأجيجها بين دول الحوض لتامين عدة أهداف، أهمها التواجد في منطقة البحر الأحمر ومراقبة حركة الملاحة فيه وتهديد الأمن المائي لدولتي المصب". وفي لبنان، تطرقت الصحف إلى تأجيل مجلس النواب للمرة السابعة لجلسة انتخاب رئيس للبلاد، إذ كتبت (الجمهورية) "الانتخابات الرئاسية والسلسلة (قانون الزيادة في رواتب الموظفين) من تأجيل إلى آخر مع فارق وحيد وأساسي هو أن الهوة في القضية الاجتماعية بدأت تضيق وتنحسر تدريجا، ما يؤشر إلى حلول مرتقبة، فيما الهوة في القضية الرئاسية ما زالت على حالها، خصوصا بعد المواقف التي أطلقها رئيس تكتøل (الإصلاح والتغيير) العماد ميشال عون، وأكد فيها أنه الأقوى ولا رئيس غيره، قاطعا الطريق أمام أي تسوية رئاسية إلا على شخصه، ما يعني استمرار الفراغ حتى إشعار آخر". أما (الأخبار) فعلقت قائلة "من تأجيل إلى تأجيل، طارت سابع جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية. فلا نصاب توافر، ولا أمل لذلك في القريب العاجل، ما يعني أن الفراغ سيبقى المرشح الرابح مبدئيا، إلى الثاني من يوليوز، تاريخ جلسة الانتخاب المقبلة التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري". ومن جهتها، كتبت (المستقبل) "هي سلسلة أزمات باتت تكبل المؤسسات الدستورية رئاسيا، تشريعيا وحكوميا، فعلى المستوى الرئاسي، وبينما لا تزال الأوساط السياسية والأمنية والشعبية تتمعن جيدا في ماورائيات إقرار رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) النائب ميشال عون غير المباشر بكون حلفائه يهددون (الأمن السياسي) لسعد الحريري، أطل رئيس تيار (المردة)، سليمان فرنجية، ليجزم أمام اللبنانيين أنه لن يكون هناك رئيس للجمهورية لا يرضى عنه بشار الأسد". وأضافت "ولعل في هذا ما يختزن تأكيدا من فرنجية على طول عمر الشغور الرئاسي حتى يرضى الأسد، سيما مع ترحيل موعد انعقاد الجلسة الثامنة للانتخابات الرئاسية إلى الثاني من يوليوز بعد تعطيل نصاب انعقاد السابعة أمس".