أعلن بابا الفاتيكان "فرنسيس"، قبل ظهر اليوم الأحد، منح صفة "القداسة" للأم تيريزا (1910- 1997)، بعد التثبت من معجزة إبرائها أحد المرضى عام 2008. وروى مهندس برازيلي سمحت قصته بفتح الباب أمام إعلان قداسة الأم تيريزا أمام الصحافيين في الفاتيكان (600 صحافي معتمد لتغطية الحدث)، كيف أنه تعافى فجأة من أورام سرطانية في الدماغ العام 2008 بفضل صلوات متكررة وجهها إلى الراهبة الألبانية الأصل. ولإعلان قداسة شخص من قبل الكنيسة الكاثوليكية يجب أن تنسب إليه معجزتان بعد وفاته، واحدة من أجل تطويبه وأخرى في سبيل إعلان قداسته. وفي حالة الأم تيريزا، اعترف الفاتيكان سريعا بمعجزة أولى اعتبارا من العام 2002، الأمر الذي سمح بتطويبها. وفي ديسمبر الماضي أقرت الكنيسة بالطابع العجائبي لشفاء مهندس برازيلي العام 2008 عندما كان في سن الخامسة والثلاثين، من أورام متعددة في الدماغ. وقال البابا، في احتفال مراسم منح "القداسة" الذي أقيم في ساحة القديس بطرس بالفتيكان، وحضره نحو مائة ألف شخص من المسيحيين "ليس هناك بديل عن الإحسان، فأولئك الذين يضعون أنفسهم في خدمة إخوتهم رغم عدم معرفتهم بهم، هم الذين يحبون الله"، بحسب إذاعة الفاتيكان. وأضاف "لقد انحنت الأم تيريزا أمام الناس الذين لا حول لهم ولا قوة، وتركوا ليموتوا على قارعة الطريق، معترفة بالكرامة التي منحها الله لهم، وأسمعت صوتها للأقوياء في الأرض كي يدركوا ذنوبهم التي اقترفوها والتي تتمثل في الفقر الذي نشروه بأنفسهم". وتابع البابا فرانسيس "لقد كانت الأم تيريزا عاملة من أجل الرحمة بلا كلل، لكي تساعدنا على أن المعيار الوحيد للعمل هو الحب الذي يكون بلا مقابل نحو الجميع دون تمييز للغة أوثقافة أو لعرق أو دين وهو ما يبعث الأمل في الإنسانية القانطة". ووفق المعتقدات المسيحية، يتم منح القداسة في الكنيسة الكاثوليكية، على أساس طلب يقدم من أحد المعنيين بمنح صفة القداسة لشخص متوفى، يتضمن ملفاً فيه سيرة حياته وإيمانه الموافق للكنيسة الكاثوليكية، ويُشترط أن يكون قد قام بأعجوبة، غالبًا ما تكون شفائية عجز الطب عن حلّها، على أن يعود القرار النهائي لبابا الفاتيكان. وولدت الأم تيريزا من عائلة ألبانية عام 1910 في مقدونيا، التي كانت آنذاك تخضع للحكم العثماني، وأسست جماعة كاثوليكية عام 1950، من أجل تقديم الرعاية والغوث، حيث تعمل في مستشفياتها ومدارسها ودور أيتامها، نحو 4500 راهبة في 133 دولة حول العالم.