أعلن بابا الفاتيكان فرنسيس الأول الأحد قداسة الأم تريزا، وهي راهبة راحلة بذلت جهودا على مدار نصف قرن من أجل الفقراء في مدينة كلكتا في الهند، ولذلك تشهد أنحاء الهند مراسم دينية خاصة احتفالا بالمناسبة. واحتشد المئات في مقرات رهبنة "الإرساليات الخيرية" الكاثوليكية الرومانية، التي أسستها الراهبة التبشيرية الأيقونية الراحلة في كلكتا شرقي الهند، وتم إعداد شاشات كبيرة عند مقرات الرهبنة وأماكن أخرى في كلكتا لبث مراسم التقديس التي تمت في الفاتيكان اليوم. ووصف الرئيس الهندي براناب موخيرجي الأم تريزا بأنها "مسيح الفقراء وركيزة دعم الضعفاء والمعذبين". واعترف الفاتيكان بقداسة الأم الراحلة بعد نسب معجزتين لها تتمثلان في إسهام شفاعتها في شفاء أمراض عضالة: الأولى هي شفاء امرأة قبلية هندية كانت مصابة بورم في المعدة العام 1998، والأخرى شفاء رجل برازيلي من عدة أورام بالمخ بعد ذلك بعشرة أعوام . وكانت إجراءات إعلان قداسة الأم تريزا من أسرع الإجراءات من نوعها التي اتخذت في الكنيسة الكاثوليكية، حيث أعلن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني تطويبها، ثم حصلت على لقب تيريزا المباركة العام 2003 . وكان القداس الذي أقيم في الهواء الطلق لإعلان قداسة الأم الراحلة التي عرفت بإيثارها لرعاية الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، حدثا مهما في "عام الرحمة المقدس" الذي يختتم في نوفمبر المقبل. ودعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول 1500 شخص من المشردين على وجبة من البيتزا اليوم الأحد عقب مراسم إعلان القداسة، حسبما أفادت إذاعة الفاتيكان نقلا عن مكتب البابا. ويتولى إعداد البيتزا فريق من الطهاة من مدينة نابولي الإيطالية، ويتولى تقديمها أكثر من 250 راهبة من إرساليات الأم تريزا، بحسب تقرير إذاعة الفاتيكان. ولدت الأم الراحلة باسم أجنيس جونكزا بوجاكسيو العام 1910 فيما يعرف حاليا باسم مقدونيا، وأصبحت تريزا ذات الأصول العرقية الألبانية أيقونة القرن العشرين عبر خدمتها للأشخاص الأكثر فقرا في الهند. أسست الأم تريزا رهبنة "الإرساليات الخيرية" العام 1950، بهدف رعاية من ليس لديهم من يرعاهم، وتضم الرهبنة حاليا 4500 عضو، وتقوم بإدارة دور لرعاية المشردين في 133 دولة. حصلت الأم تريزا على جائزة نوبل للسلام العام 1979، وتوفيت في 5 شتنبر 1997 عن 87 عاما.