استشاط إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، غضبا مما وصفه ب"سرقة المرشحين" التي يتعرض لها حزبه من لدن أحزاب سياسية منافسة؛ وذلك على بُعد أسابيع قليلة فقط من الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر المقبل. وأبلغ لشكر، في آخر لقاء جمعه بوزير الداخلية محمد حصاد، رسالة احتجاج رسمية من تنظيمه السياسي، يشتكي ضمنها نزوع بعض الأحزاب إلى "اتحاديين" لضمان دوائر انتخابية كانت إلى الأمس القريب بمثابة قلاع ل"حزب الوردة". وبالعودة إلى عمليات التنقلات التي شهدها نواب برلمانيون باسم "حزب الوردة"، فإن التقدم والاشتراكية يعد أكبر المستفيدين منها، حيث انضم إليه كل من البرلماني المطرود عبد العالي دومو، وسعاد الزايدي نجلة الراحل أحمد الزايدي التي رشحها رفاق بنعبد الله في المرتبة الثالثة في لائحة النساء، بالإضافة إلى حديث عن ترشح نائبين باسم حزب الوردة ضمن لوائح حزب التقدم والاشتراكية محليا. كريم التاج، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، رفض الرد المباشر على إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، مسجلا أن "حزب الكتاب أصبح جاذبا للطاقات والكفاءات؛ وذلك بالنظر إلى اختياراته الصائبة، وإلى الدينامية التي يشهدها، وإلى الموقع الذي يحتله". وقال التاج، في تصريح لهسبريس، إن "كل الأسماء، التي كانت في حزب سابق والتي لم تساير مشروعه، لم يحدث أن استقطبها حزب التقدم والاشتراكية بكيفية ممنهجة"، مبرزا أن "كل هؤلاء الملتحقين، الذين نعتز بهم كرفاق، التحقوا بمشروع الحزب، وكل له تجربة خاصة؛ لكنهم جاؤوا طواعية، لأن الحزب يعد الأقرب إلى طموحهم وتصوراتهم". "التقدم والاشتراكية لا يمكن أن يُلام؛ لأنه، عكس باقي الأحزاب، فتح ذراعيه للكفاءات الوطنية الصادقة، ويعطيها المكانة التي تستحق بدون شروط ولا قيود"، يقول تاج الذي أوضح أن "هذه ثقافة ليست جديدة على الحزب؛ فقد أسند، سابقا، إلى نواب التحقوا حديثا لجانا برلمانية من باب التكريم والاحتضان. كما حدث مع الراحل محمد يخلف، الذي كان إطارا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي". وأضاف القيادي في حزب التقدم والاشتراكية أن "منطق الاستهداف والبحث عن الدوائر الاتحادية كلام مردود؛ لأن هذه أطر ولا يمكن استقطابها"، مشددا على أن حزبه "يشرفه أن تتقاطع تصورات هذه الكفاءات مع اختيارات الحزب، ويرون فيه الإطار الأنسب لممارسة العمل السياسي". وكانت سعاد الزايدي، نجلة القيادي الاتحادي الراحل أحمد الزايدي مؤسس تيار "الديمقراطية والانفتاح"، قد بررت التحاقها بحزب التقدم والاشتراكية إلى ما آل إليه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مضيفة: "لم يعد يشرفنا أن نستمر في ما يسمى الاتحاد الحالي، مقابل افتخاري بانتمائي إلى الاتحاد في أوج عطائه"، وفق تعبيرها. من جانبه، أوضح عبد العالي دومو، عن أسباب التحاقه بحزب الكتاب في مدينة قلعة السراغنة، بقوله: "مردّ ذلك يعود إلى كوني أصبحت خارج لوائح الاتحاد، ولم يعد لي الحق في الانخراط فيه"، مؤكدا أنه "لم يستقل يوما من الاتحاد الاشتراكي، ولكن تم طرده، لم يعد لة خيار لأنه لا أحد يهرب من داره".