في عز الصيف وارتفاع درجات الحرارة، شهدت عدد من مناطق المغرب زخات مطرية كانت في أغلبها عاصفية ورعدية، انطلقت بشكل مفاجئ وقوي، لتعود السماء بعد دقائق معدودات إلى زرقتها، مع استمرار الحرارة التي تسجل مستوياتها القصوى. وعرفت كل من مناطق بولمان وصفرو وإفران وميدلت وتنغير وأزيلال وبني ملال وخنيفرة وخريبكة وجرسيف زخات مطرية رعدية قوية؛ مع العلم أن هذا النوع من التساقطات يهُم المرتفعات بالخصوص، كالأطلسين المتوسط والكبير، إلى جانب بعض المناطق بالأقاليم الجنوبية والداخلية. وعن أسباب هطول أمطار عاصفية قوية في عز فصل الصيف، أوضح رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية أن للظاهرة علاقة بارتفاع درجات الحرارة، التي يرافقها تشكل سحب غير مستقرة، غالبا ما تعطي زخات مطرية ما بين الثالثة عصرا والثانية عشرة ليلا. وأبرز يوعابد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن درجة الحرارة المرتفعة التي تمتاز بها الطبقة السفلى تعطيها قابلية للصعود إلى الأجواء العليا، لتلتقي بكتل هوائية باردة ورطبة، فتعطي زَخَّات مطرية على شكل عواصف رعدية، مضيفا أن المرتفعات تعين على صعود الكتل للأجواء العليا، لتتشكل السحب غير المستقرة. وأشار المتحدث ذاته إلى أن تشكل العواصف الرعدية صيفا أمر عاد ناجم عن الطاقة الزائدة في الطبقة السفلى، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي تصعد إلى الأجواء العليا وتتسبب في زخات مطرية محلية. وقال الحسين يوعابد إن أبرز ما يميز الأمطار العاصفية الصيفية هو هطولها بطريقة سريعة ومباغتة، في ساعة أو ساعتين لا غير، وتلاشي السحب غير المستقرة بسرعة كذلك. وأوصى مسؤول مصلحة التواصل بالأرصاد الجوية المصطافين المغاربة بالابتعاد عن الوديان عند بث نشرات إنذارية؛ ذلك أن الزخات الرعدية تكون قوية ومُباغتة، ما يمكن الوديان من الفيضان بسرعة كبيرة، مستحضرا ما وقع في "أوريكا"، نواحي مراكش، خلال تسعينيات القرن الماضي.