تتالَت النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، منذ يوم الجمعة الماضي، منذرة بعواصف رعدية قوية، همت مناطق مختلفة من المملكة؛ من طنجة وتطوان، مرورا بمنطقة والحوز وتادلة وسوس، وصولا إلى الأقاليم الجنوبية بالسمارة ووادي الذهب وبوجدور. كما همت المناطق الشرقية والجنوب الشرقي. وعرفت هذه المناطق هطول زخّات مطرية قوية، تسببت في ارتفاع منسوب مياه عدد من الوديان وقطع الطريق على الراجلين والمركبات، ناهيك عن غرق أحياء سكنية بأكملها بمكناسومراكش واشتوكة، بشكل يذّكر بالفيضانات التي عرفتها البلاد في نونبر من السنة الفائتة. من جهته، قال رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، الحسين يوعابد، إن اليوم الأربعاء آخر يوم من العواصف الرعدية الأخيرة بالمغرب، حيث ستعرف الأجواء تحسنا عاما، لافتا إلى أن نهاية الأسبوع الجاري ستعرف ارتفاعا في درجات الحرارة ب 3 إلى 4 درجات عن معدلها الطبيعي. واعتبر الخبير، في تصريح لجريدة هسبريس، حدوث هذه العواصف الرعدية أمرا عاديا يتزامن مع الفترة الانتقالية من فصل الصيف إلى بداية فصل الخريف، حيث تعرف الأجواء العليا ظهور كتل باردة فيما لا تزال الطبقات السفلى ساخنة. وعن أسباب الأمطار العاصفية الرعدية، أوضح رئيس مصلحة الأرصاد الجوية أن الأيام المنصرمة عرفت تشكل منخفض جوي مقرون بكتل هوائية باردة في الأجواء العليا فوق أقصى شمال المغرب، مع وجود كتل هوائية نسبيا ساخنة على مستوى الطبقات السفلى، ما أعطى سحبا ركامية محمّلة برطوبة شديدة. وعدَّد يوعابد بعض التساقطات التي شهدتها المملكة خلال 24 ساعة الأخيرة، حيث وصلت إلى 53 ملم في مكناس، و30 ملم في مدينة فاس و11 ملم بإفران، فيما سجل بتاوريرت 8 مليميترات، وتساقطت أمطار غزيرة بمدينة مراكش قبل يومين وصلت إلى 52 ملم و40 ملم بكلميم، وبلغت 65 ملم في عين صفا، نواحي مدينة وجدة. خبير الأرصاد أوصى المواطنين بتجنب التواجد بمحاذاة الأودية خلال العواصف الرعدية، موضحا أن العواصف التي تضرب في آخر النهار تتسبب في ارتفاع مستوى الأودية واحتمال وقوع فيضانات محلية، ناصحا بعدم المرور من المنحدرات والأودية، ومحذرا السائقين، خصوصا، من تعريض حياتهم للخطر.