لا يفتر الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم، الذي يواجه دعوى قضائية رفعتها ضده مؤخرا القناة الثانية بعد أن نعتها بالقناة الصهيونية التي تنشر الفساد والرذيلة وسط المجتمع المغربي، (لا يفتر) عن توجيه سهام انتقاداته الشديدة لعدد من المسؤولين عن تدبير الشأن الديني بالمملكة. وضمن درس له بثه أخيرا على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، تطرق أبو النعيم إلى فهمه للسلفية، ودافع فيه عن الشيخ ابن تيمية، وعن أصحاب الحديث، وانهال بكثير من النقد اللاذع على رأس وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، واصفا إياه ب"العدو اللدود للسلفية". وعاد الداعية السلفي ذاته إلى ندوة سبق لوزارة الأوقاف أن نظمتها قبل أشهر قليلة، بعنوان "السلفية.. تحقيق المفهوم وبيان الممضون"، قائلا: "وزير الأوقاف المعروف بعدائه الشديد للسلفية وأصحاب الحديث وابن تيمية والوهابية يجمع حوله غلاة الصوفية الطرقيين ومتعصبة المذهب". واتهم الشيخ السلفي وزير الأوقاف بأنه "يرغب في أن يظهر للناس أن السلفية هي القبورية، والأضرحة، والشعوذة، والأشعرية، والتصوف الخرافي، والتعصب المذهبي، وأن السلفية الحق وهابية، وداعشية، وإرهاب، وقول باطل مخالف للسلف، وما إلى ذلك من الزور والبهتان"، حسب تعبيره. وتابع الداعية ذاته بأن "هؤلاء المبتدعة معروفون بحربهم الضَّروس على السلفية والسلفيين، ويتعصبون لما عليه المتأخرون، ويخالفون الأدلة الصريحة للكتاب والسنة الصحيحة"، على حد قوله. وانتقد أبو النعيم قلب معاني مصطلح السلفية من طرف مسؤولي الحقل الديني بالمغرب، وأردف بأنهم "يريدون قلب معاني السلفية حتى تختلط الأمور اختلاطا شديدا، بل يريدون تغيير المعاني وتبديل المباني، حتى يختلط الحابل بالنابل، ويغدو الولاء والبراء تنطعا، والحلال والحرام تشددا، والجهاد إرهابا"، واسترسل بأن "هذه السياسة الصهيونية العالمية ينفذها المنافقون والمرجفون، والذين في قلوبهم مرض، فاستغل ذلك الحاقدون من المرتدين والعلمانيين والحداثيين ورؤوس الفتنة، وسقط في الفخ علماء من أهل الصدق والعدالة، الذين لهم باع في الفقه والفهم، وإن كانوا على خلاف مع بعض مشايخ الحديث وعلماء السلفية"، على حد تعبيره. وأورد أبو النعيم أن مصطلح السلفية واضح، "لكنه لما أصبح عملة نفيسة، وغدا وزنه ثقيلا، خاف أساطين العولمة وكبراء المؤسسات العملاقة منه، لأنه الحق المبين، ومن آثاره العظيمة إصلاح الدنيا من فسادهم، وتطهير البلاد من أدرانهم، وتحرير العباد من قهرهم، والفوز في الآخرة برحمة الله"، حسب تعبيره. وذهب الشيخ ذاته إلى أن "أعداء الإسلام قرروا أن يمسخوا السلفية مسخا، ويُحَرِّفوه تحريفا، ويُبَدِّلوه تبديلا، وساعدهم على ذلك الخونة من المرتدين، وآزرهم في مخططاتهم المنافقون، ووقع في شباكهم العديد من المفتونين"، داعيا إلى "إقامة الحجة على المفسدين، وقمع أساطين الكافرين بالحجة الشرعية".