بعد أن حكم على ادريس لشكر وأحمد عصيد بالردة والكفر، عاد الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم ليبصم مرة أخرى على خروج مثير للجدل، بتوجيه نعوت قدحية من السب والشتم لهما، فيما تهجم بشدة على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، لإشرافه أخيراً على يوم علمي حول موضوع السلفية بالرباط، حيث يبدو أن الموعد لم يرق كثيرا الشيخ السلفي. التوفيق وانتقد أبو النعيم ما أسماه "فرض" التوفيق لثوابت إسلامية على المغاربة، تقوم على المذهب المالكي والتصوّف والعقيدة الأشعريّة التي قال إنها تخالف الكتاب والسّنة، إلى جانب إمارة المؤمنين، منتقدا ما قاله إنها محاولة لتفسير هذه الأخيرة تفسيرا سياسياّ، على أن معناها الحقيقي يبقى "إقامة الشريعة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإغلاق أماكن الفساد.." رافضا أن "تكون شعارا سياسيا يتلاعب به المتلاعبون". وتبقى الثوابت في الإسلام، من نظر أبي النعيم، "الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع المتيقن والاجتهاد المعتبر الذي ينبني على الدليل"، متوجها بقوله إلى الوزير التوفيق "أما أن تضع مقدمة فرضتَها فرضاً وأسميتَها بثوابت فهذا أمر لا يعتد به"، مضيفا "ما دون ذلك (أي ثوابت الإسلام) فهي أقوال الرجال جاء بها أصحاب المؤسسة الدينية مما لم يشهد له قرآن ولا سنة ولا قول صحيح..". علماء المغرب وتابع الناشط السلفي هجومه على تنظيم المجلس العلمي الأعلى ليوم خاص عن السلفية، مهاجما التوفيق "إيلا غا تناقش السلفية والثوابت والأصول مرحبا أما تغوت على عباد الله في مكان ربوي يختلط فيه الرجال والنساء وتملي عليهم إملاءات باطلة.. فإنا لله وإنا إليه راجعون"، فيما أتبع ذلك وصفه لعلماء المغرب بالكلب والحمار، مستندا في ذلك على آيات من الله تعالى، كقوله " فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث" وأيضا " كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا". ووجه أبو النعيم فوهة مدفعيته صوب العلماء بالمغرب مخاطبا إياهم "يا علماءنا لماذا لم تجتمعوا حين هاجم لشكر القرآن الكريم وحين أساء عصيد إلى النبي محمد (ص)"، واصفا بعض الصحف المغربية ب"صحف المرتدين" التي "تفوح بروائح كريهة في الانتقاد والانتقاص من شريعة رب العالمين"، مضيفا وهو يتسائل "إن هذا لأمر عجيب، لا تستطيع أن نفسره إلا بما لا تحمد عقباه..". وانتقد المتحدث، ضمن شريط فيديو، بشدة قضية التعبير في المغرب بقوله "لما تقام خطبة على حليب الأم أو حوادث السير ولا يلتزم بها الخطيب يتم عزله"، مضيفا "من يريد أن يقول الكفر والزندقة والإلحاد والفتنة لا يمنعه أحد.. ومن يريد أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بالشروط الشرعية يمنع ويضيق عليه"، متسائلا بشدة "أين أنتم يا علماء المغرب من الدفاع عن كتاب الله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم". عصيد ولشكر وعاد أبو النعيم مرة أخرى للنبش في شخص ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأحمد عصيد، الناشط الحقوقي، حيث وصفهما ب"الحشرات القذرة" و"الأقزام الصغيرة"، على أنهما من صنف "العلمانيين الذي صالوا وجالوا عقودا من الزمن وتجرؤوا"، في وقت "ظل أهل العلم لا يجيبونهم مخافة الفتنة وسعيا إلى الاستقرار في بلاد المسلمين". واعتبر المتحدث أن لشكر وعصيد "ماشي رجال" مخاطبا إياهما "لا تتباكوا كالنساء.. الرجال يقدموا صدروهم للرماح"، مضيفا "عيب ألا تكون فيكم شهامة ورجولة.. لكن وا أسفاه مع من وقعت مواجهتنا مع الصغار للأسف الشديد"، مشيرا وهو يبرر الهجوم عليهما أن ذلك جاء "بعد صبر طويل وتحمل شديد". وأضاف الشيخ السلفي وهو يوزع نعوته القدحية أن "الصغار والأقزام ظنوا بذلك أنهم عماليق" و"حسبوا لما لم يجبهم أحد أنهم أهل المبارزة والقوة والغلبة"، معتبرا أنّه "لما بلغ السيل الزبى وتجاوز هؤلاء كل الخطوط وجب أن يعرفوا بقدرهم وحقيقتهم وأنهم مجرد أقزام صغيرة بل حشرات حقيرة"، على حد تعبيره، قبل أن يتوجه للشكر وعصيد بالسب والشتم "أردت التعريف الخنزير بدرجته والكلب العقور بحقيقته".