عادت جبهة البوليساريو لتشن حملتها الدعائية ضد المغرب؛ إذ خرج امحمد خداد، عضو الأمانة الوطنية للجبهة المنسق مع بعثة المينورسو، ليقول إن "المغرب يعيش حالة من النرفزة والتناقض غير مسبوقة في تاريخه بفعل العزلة التي يعانى منها"، على حد تعبيره. تصريحات القيادي بالبوليساريو جاءت عقب لقائه بالرئيس الموريتاني، وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية قال: "إن الممسكين بزمام الأمور في المغرب يعانون من عزلة إقليمية غير مسبوقة، توتر مع الجزائر وآخر مستمر مع موريتانيا، أزمة مع أوروبا بفعل اتفاقية الصيد، خلاف مع الأممالمتحدة بشأن خطة السلام، وتسكع على أبواب الأفارقة بحثا عن مقعد بالاتحاد الإفريقي"، على حد قوله. وزاد المتحدث قائلا: "المغرب كان يتوقع أن يدخل الاتحاد الإفريقي من جديد عبر عملية سياسية فاشلة، حاول أصحابها الدخول عبر المؤتمر الأخير". كما تحدث القيادي في الجبهة الانفصالية عن إمكانية افتتاح سفارة صحراوية بموريتانيا، وقال: "موريتانيا تعترف بالجمهورية الصحراوية، وهنالك وفود سياسية وصحافية ونقابية، والجميع من حقه التطلع لتعزيز العلاقات القائمة وتطويرها، ولكن في النهاية لكل دولة قرارها السياسي وهى حرة في الطريقة التي ترى أنها مناسبة لتوطيد العلاقة وتعزيزها". وعلق عبد الفتاح الفاتيحي، باحث متخصص في قضايا الساحل والصحراء، على تصريحات عضو الجبهة بالقول إن البوليساريو في حملة دعائية استباقية للزيارة التي سيقوم بها كريستوفر الروس، المبعوث الأممي، إلى المنطقة. وأضاف الفاتيحي في تصريح لهسبريس: "البوليساريو تحاول أن تصور المغرب وكأنه في مواجهة مع المنتظم الدولي، لاسيما في ما يتعلق بالعودة الكاملة لأعضاء بعثة المينورسو التي بدأ بشأنها مفاوضات جدية، وعبّر مجلس الأمن خلال اجتماعه الأخير عن التطور الإيجابي في هذا الاتجاه، وهو ما يدحض ادعاء المسؤول بالبوليساريو كون المغرب يعيش عزلة دولية". وأوضح الباحث أن 28 دولة من بين الأعضاء المشكلين للاتحاد الإفريقي تطالب بعودة المغرب إلى هذا التنظيم الإقليمي، بل وتطالب أيضا بإخراج جبهة البوليساريو منه "لأن وجودها فيه لا يتوافق والميثاق التأسيسي لمنظمة الاتحاد الإفريقي"، ناهيك عن كون إثيوبيا التي تستضيف مقر الاتحاد والتي تعتبر من أقوى البلدان به تدعو إلى عودة المغرب بعضوية كاملة وفي أسرع وقت. ومن بين العوامل التي تدحض ما جاء به القيادي في البوليساريو، بحسب الفاتيحي، أن للمغرب اتصالات قوية مع كل الدول الأوروبية ودول في أمريكا اللاتينية فيما يخص قضية الصحراء، ولا شيء قد تغير في الملف على مستوى التوازن في ما يخص الموقف التفاوضي حول القضية. وأردف قائلا: "يحاول الرجل بهذا الكلام أن يوقع بين المغرب وموريتانيا على ضوء بعض التوترات والملفات العالقة غير القوية، والتي لا يمكنها أن تقوض العلاقات المغربية الموريتانية لكونها ملفات إدارية تدبيرية فقط، بينما العلاقات العميقة اقتصاديا وسياسيا بين البلدين قائمة، وكلا الطرفين يؤكد على حسن علاقاتهما وينفي وجود ما يدعو إلى القلق".