اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوروبا الغربية، بمجموعة من المواضيع منها الإرهاب الذي يهدد أوروبا، والوضع في تركيا بعد الانقلاب الفاشل في يوليوز الماضي، ورئاسيات الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمشهد السياسي في إسبانيا. ففي اسبانيا، خصصت الصحف الصادرة اليوم أبرز تعاليقها لنتائج الاستطلاع التي عممت أمس حول ما ستفرزه صناديق الاقتراع في حال إجراء انتخابات جديدة، وتصنيف وكالة موديز لهذا البلد الإسباني في ظل الجمود السياسي. وهكذا كتبت (إلبايس) أن نتائج الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس منحت الحزب الشعبي (يمين) 32,5 بالمائة من الأصوات في حال تنظيم انتخابات جديدة، متبوعا بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، ثم حزب بوديموس، اليساري الراديكالي، وسيوددانس، اليبرالي، بنسب مماثلة تقريبا لنتائج انتخابات 26 يونيو الماضي. من جهتها أوردت (لا راثون) أن انتخابات برلمانية جديدة، إذا ما تم تنظيمها والتي ستكون الثالث خلال سنة، ستبقي على المشهد السياسي كما هو حاليا تقريبا، أي فوز الحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي، لكن دون الحصول على أغلبية مطلقة تسمح له بتشكيل حكومة بمفرده. وفي سياق متصل، اهتمت (إلموندو) بالنشرة الأخيرة لوكالة التصنيف موديز، التي اعتبرت أن الجمود السياسي، الذي يمنع تشكيل حكومة جديدة تتمتع بسلطات كاملة، يهدد انتعاش اقتصاد إسبانيا، مشيرة إلى أن "فشل السياسيين في الاتفاق حول تشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات تنفيذية يضر بالاقتصاد الإسباني". وفي فرنسا اهتمت الصحف باخر تطورات الوضع في تركيا بعد الانقلاب الفاشل في يوليوز الماضي، اذ نشرت صحيفة (لوموند) في هذا الصدد حديثا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر فيه عن رفضه للانتقادات بشأن حجم عملية التطهير الجارية في البلاد، وهدد بتعليق الاتفاقات حول الهجرة الموقعة مع الاتحاد الاروبي. وأضافت الصحيفة ان رئيس الدولة التركية أخذ على شركائه الاروبيين والامريكيين عدم تعاطفهم ودعمهم ،مشيرة الى ان اردوغان الذي سيلتقي اليوم الثلاثاء نظيره الروسي فلادمير بوتين بسان بترسبورغ، يرسم معالم قطيعة محتملة مع الاتحاد الاروبي بشأن قضية الهجرة وحقوق الانسان. من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان رجب طيب اردوغان هدد بتعليق الاتفاق القاضي بارسال مهاجرين الى تركيا مقابل اعفاء الاتراك من التأشيرة وهما اجراءان كان من المنتظر ان يدخلا حيز التنفيذ في فاتح يونيو. من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى اللقاء المرتقب اليوم الثلاثاء بين الرئيس التركي ونظيره الروسي ، مشيرة الى انه قبل بضعة اشهر كانا على شفا حرب اما اليوم فهما على توافق تام. وأضافت الصحيفة تحت عنوان " المصالحة بين القيصر والسلطان" أنها الزيارة الاولى للرئيس التركي الى الخارج منذ المحاولة الفاشلة للعسكر لازالته من الحكم في 15 يوليوز. وفي المانيا سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على عدد من المواضيع الدولية والمحلية إلا أنها واصلت أيضا اهتمامها بالأحداث السياسية في تركيا خاصة بعد محاولة الانقلاب الأخيرة الفاشلة. فكتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) في تعليقها أن المسيرة الحاشدة التي نظمت في اسطنبول تعتبر " بمثابة تحجيم للديمقراطية وتقديم تزكية جماهيرية لتوسيع سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان ، إذ لن يبق للحقوق الأساسية والآليات المؤسسية وجود وستولد تركيا جديدة " . وترى الصحيفة أن تركيا وكما يظهر " من جهة لن تنعم بالسلم الاجتماعي، من جهة أخرى سيلعب الإسلام دورا أكبر ، حتى أكثر من القومية ، إذ أن أردوغان شخص براغماتي ومتعددة السلطات " . من جانبها ذكرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ ) بالكلمة التي ألقاها أردوغان خلال تجمع اسطنبول والتي أكد فيها على إعادة تطبيق عقوبة الإعدام مشيرة إلى أن " الأسباب التي استند عليها القرار غير عقلانية ، لأن عقوبة الاعدام تتناقض مع الديمقراطية والدولة الدستورية ، وهذا هو الحال في تركيا وبلدان أخرى هشة ". واعتبرت الصحيفة أن " عقوبة الإعدام هي محاولة للحفاظ على السلطة واحتكارها. لكن سياسة القوة المزعومة هي علامة على انعدام الأمن ، لأن عقوبة الإعدام لا يمكن أن تردع آخرين للقيام بمحاولة انقلاب جديدة . بل ربما سيخلق ذلك فتنة " . أما صحيفة (تاغستسايتونغ) فكتبت في تعليقها أن "المجتمع التركي يعيش حالة اضطراب ، والتسوية السياسية مع أحزاب المعارضة هشة "، معتبرة أن " الرئيس اردوغان ليس في قمة قوته في الوقت الراهن ، طالما لم يتم إغلاق ملف السلام مع الأكراد ". ولاحظت الصحيفة أنه في ظل الأجواء السائدة حاليا في تركيا فإن " مستقبل الاقتصاد والصناعة السياحية للبلاد ، يظل معلقا بخيط رفيع ". من جانبها، واصلت الصحف السويسرية اهتمامها بحملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نونبر المقبل، حيث تساءلت (لاتريبون دو جنيف) في مقال تحت عنوان " الإجراءات الصادمة لدونالد ترامب " حول فعالية الهجوم الذي شنه المرشح الجمهوري ضد إرث عهد أوباما والوعود الضعيفة لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأكدت أن " الميلياردير الشعبوي يحاول طي الصفحة بعد سلسلة من الجدل حول روسيا وأبوي الجندي الأمريكي المسلم الذي قتل في الحرب. أما (24 أور)، فأشارت من جهتها إلى أن الاقتصاد يبقى إحدى الاهتمامات الأساسية للناخبين الأمريكيين والذين يثقون في هذين المرشحين بنسب متعادلة. واشارت (لوطون) إلى أن المرشح عن الحزب الجمهوري يأمل في إنهاء الجدل الذي اثارته تصريحاته والتي دعا فيها موسكو إلى قرصنة الرسائل الإلكترونية لكاتبة الدولة الأمريكية السابقة، حيث لا يخفي عدد من الأمريكيين، بمن فيهم أعضاء من الحزب الجمهوري، غضبهم أمام تصريحات ترامب. وفي بلجيكا، تناولت صحيفة (لوسوار) الصعوبات أمام طرد الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية في بلجيكا والمتورطين في قضايا الإرهاب وخاصة قضية خالد البابوري، الجزائري الذي كان وراء اعتداء شارلروا السبت الماضي والذي كان قد موضوع مذكرتين بمغادرة التراب البلجيكي لكنه ظل في بلجيكا بسبب غياب اتفاق مع الجزائر. وكتبت (لوسوار) أن كاتب الدولة البلجيكي المكلف باللجوء والهجرة تيو فرانكن " خصص قسطا كبيرا من سياسته وتصريحاته إلى طرد الأجانب الغير مرغوب فيهم، مضيفة أن هجوم شارلوروا سيفرض عليه أن يكون حزما، بل وأكثر إقناعا " مع الدول المعنية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بإضراب مستخدمي شركة السكك الحديدية "سووتيرن ريلواي" الذي عطل حركة النقل السككي في المملكة المتحدة، والوضع في سورية، والهجوم الدموي في باكستان. وعادت (الغارديان) لإضراب سككيي "سووتيرن ريلواي" عن العمل خمسة أيام ابتداء من أمس الاثنين بدعوة من نقابتهم، مشيرة إلى أن الخطوط التي تربط جنوبلندن وبين العاصمة وجنوب البلاد ستبقى متوقفة إلى غاية الجمعة المقبل مع إلغاء عدد من الرحلات وتأخر مئات الآلاف من مستخدمي القطار عن مواعيدهم. وتطرقت (الديلي تلغراف) لآخر التطورات في سورية حيث أرسل المتمردون والنظام السوري تعزيزات عسكرية إلى حلب وضواحيها استعدادا للمعركة الحاسمة، مشيرة إلى أن المتمردين تمكنوا من كسر الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ ثلاثة أسابيع على أحياء شرق حلب، وهو الانتصار الوحيد للمتمردين في هذا الصراع المدمر الذي خلف أزيد من 290 ألف قتيل. أما صحيفة (الاندبندنت)، فتناولت الهجوم الدموي الذي استهدف أمس الاثنين مستشفى كويتا جنوب غرب باكستان، والذي خلف مقتل أزيد من 70 شخصا وإصابة العشرات عندما فجر انتحاري نفسه وسط حشد من الناس في حالة حداد بعد ساعات من اغتيال رئيس نقابة المحامين في هذا الإقليم. وفي إيطاليا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لمصادقة محكمة النقض الإيطالية على 500 ألف توقيع اللازمة لإجراء استفتاء حول إصلاح الدستور الإيطالي في الخريف المقبل. وكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن المحكمة أعطت الضوء الأخضر لتنظيم الاستفتاء حول الدستور، لكن تاريخ إجرائه يبقى محور جدل بين الحكومة وأحزاب المعارضة، فالأولى تعتزم تنظيمه يوم أحد ما بين 13 و27 نونبر، فيما تصر المعارضة على الإعلان "فورا" عن تاريخ محدد لهذا الاستفتاء. من جهتها ذكرت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أنه ستتم دعوة الناخبين للتصويت على مستقبل الدستور المعمول به منذ سنة 1948، والذي يضم 139 مادة، مشيرة إلى أن الغاية من هذا المشروع، الذي يعد أكبر تحد سياسي لرئيس الوزراء، ماتيو رينزي، هو إنهاء النظام التشريعي الثنائي. أما (المساجيرو)، فأوردت أن هذا الاصلاح يشكل بالنسبة لماتيو رينزي أمرا حيويا لإنعاش البلاد، مشيرة إلى أن هذا المشروع لا يرضي لا اليمين ولا حركة 5 نجوم، كما أنه لا يحظى بقبول اليسار الراديكالي الذي يشن حملة للتصويت "ضده"، مشيرة إلى نتائج استطلاع خاص أفادت بأن 52 بالمائة سيصوتون ب"لا" ضد هذا المشروع.