قال المصطفى المريزق، مؤسس تنسيقية "جبالة ونفتخر.. قادمون وقادرون"، إن "أطفال البرشمان" من بين جروح الماضي التي لا زالت موشومة في تاريخ قبائل بني زروال، مضيفا أن هؤلاء الأطفال كان يتم "تصديرهم"، وعمرهم ما بين 8 سنوات و14 سنة، إلى مدينة الدارالبيضاء، على الخصوص، للعمل في محلات الخياطة والحياكة التقليدية بأجر زهيد وفي ظروف قاسية. المريزق، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، والذي كان يتحدث في لقاء تواصلي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة بجماعة الوردزاغ بإقليم تاونات، في موضوع "الحركات الاجتماعية بين الفاعل السياسي والاجتماعي: رؤى متقاطعة"، قال إن هذه الظاهرة كانت متفشية بين خمسينيات وتسعينيات القرن الماضي؛ حيث كان يتم "تهجير" هذه الفئة من الأطفال بشكل جماعي من منطقة بني زروال لاستغلالها في ظروف لا إنسانية في "ضرب البرشمان" بورشات الخياطة والحياكة بمدينة الدارالبيضاء، ما حرمها من حقها في التعليم، مشبها الورشات التي كان يشتغل فيها هؤلاء الأطفال بالمعتقلات. المتحدث ذاته ذكر أن "أطفال البرشمان" حرموا من دفء حضن أسرهم؛ حيث كانوا لا يعودون لزيارة أهاليهم إلا خلال مناسبة عيد الأضحى مكدسين في عشرات الحافلات التي كانت تقلهم إلى الأسواق الأسبوعية القريبة من مسقط رأسهم، قبل أن تعود لتحملهم من جديد إلى أماكن تشغيلهم بعد مرور بضعة أيام، مشيرا إلى أن أجر تشغيل هؤلاء الأطفال كان يُؤدى لذويهم سنويا وليس شهريا أو أسبوعيا، وكان محكوم على "طفل البرشمان" بأن يقضي سنة كاملة في الاشتغال لدى صاحب الورشة حتى يتسنى لوالده تسلم المقابل المالي عن ذلك. وقال المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو يستحضر معاناة هذه الفئة، إن الوقت حان للنبش في ماضي صناع اقتصاد الدارالبيضاء من أبناء اجبالة وكشف ما عاشوه من استغلال وحرمان واغتصاب، مستحضرا، كذلك، قضية الطفلات الخادمات من منطقة بني زروال اللواتي عشن، بدورهن، ظروفا مشابهة، خلال العقود الماضية، حين كان يتم تسليمهن، بسبب ظروف الفقر، للعائلات الغنية بمدن البيضاء والرباط وفاس لاستغلالهن في الأشغال المنزلية، موردا أن هؤلاء الطفلات كن لا يزرن عائلاتهن إلا بعد مرور مدة طويلة، مضيفا أن أسرهن كانت تجهل ظروف اشتغالهن. وشدد المتحدث ذاته على أن أبناء منطقة بني زروال قدموا تضحيات جسام لخدمة الوطن واليوم حان الوقت لجبر ضررهم الجماعي وإعادة الاعتبار إليهم بتمتيعهم بالحق في الثروة الوطنية، مؤكدا أن تنسيقية "جبالة ونفتخر.. قادمون وقادرون" ستعمل على الدفاع عن هذا المطلب "ولو اقتضى الأمر الذهاب إلى جنيف".